مساء الأحد الماضي(22مارس/أذار)، أفرجت قوات الأسد، عن مقاتل ضمن فصيل مسلح في السويداء، كان اعتقاله سبباً في تصعيدٍ جديد، شهدته المحافظة، التي تكشفُ تطورات الأحداث الأمنية فيها، عن نيرانٍ تحت رماد الهدوء الهش الذي تعيشه.
وذكر موقع “سويداء 24” أن الأجهزة الأمنية أفرجت عن، الشاب رعد بالي، من مدينة صلخد، تزامناً مع إطلاق فصيل “قوات شيخ الكرامة” سراح 5 ضباط من قوات النظام، وعنصرين سوريين قال الفصيل أنهما يتبعان لميليشيا “حزب الله”، ومتطوع في “المخابرات العسكرية”، وذلك في عملية تبادل بين الطرفين.
تأتي هذه التطورات، بعد نحو شهرين من التوتر الأمني بين الطرفين، المتأهبين، شبه المتُهادنين، منذ مقتل “شيخ الكرامة” وحيد البلعوس في سبتمبر/أيلول 2015، وخروج مظاهرات ضخمة لاحقاً هتفت باسقاط النظام.
و بدأت التوترات الأخيرة، مع اتهام “قوات الكرامة” لأجهزة النظام الأمنية في فبراير/شباط الماضي، باختطاف أحد عناصرها(رعد بالي)، حيث قالت في بيان نشرته يوم 23فبراير/شباط، أن التحقيقات التي تم اجراءها، أثبتت أن أجهزة النظام الأمنية اختطفت “بالي” بعد استدراجه عن طريق فتاة اعترفت بفعلتها، ليُنقل لاحقاً إلى سجون قوات النظام عبر من أسماهم البيان “عملاء أمنين أصحاب تاريخ ملطخ بدماء دروز أبرياء وعمليات خطف وقتل”.
وأعقب هذه التطورات، تصعيدٌ أمنيٌ كبير في السويداء، حيث قامت عناصر “قوات الكرامة” بحسب إفادات مصادر محلية، بهجوم على مركز لـ “الأمن العسكري” في مدينة شهبا، تبعها إعلان الفصيل في اليوم ذاته، احتجاز 6 من عناصر قوات النظام بينهم ضباط .
ماذا كشفت العملية؟
ورغم إنكار النظام مراراً اختطاف “بالي”، إلا أنّ عملية التبادل الأخيرة بين الطرفين، أثبتت تورط الأجهزة الأمنية بما يحدث في السويداء، من عمليات خطف متكررة.
وفي هذا السياق ربط الناشط الإعلامي في مدينة درعا عمر المحميد، ما جرى في السويداء بما يحصل في درعا؛ من زيادة عمليات الاغتيال و الخطف، مشيراً إلى أن النظام يتعمد منذ عدة أشهر تصفية معارضيه عبر هذه السياسية.
وأكد المحيميد في حديث لـ”السورية نت”، أن حوادث الخطف والقتل أصبحت يومية في السويداء ودرعا، حيث أثبتت التحقيقات التي أجراها وجهاء المنطقتين، أن “شبكة من عملاء النظام والقوى الأمنية هي من تقف وراءها لتصفية المعارضين وخلق حالة عداء بين أهالي المنطقتين”.
وكان موقع “سويداء 24” المختص بنشر أخبار المحافظة، وثق في يناير/ كانون الثاني الماضي، تعرض 22 شخصاً للخطف بظروف مختلفة، بينهم 17 مدنياً، و5 عناصر تابعين لقوات النظام والأجهزة الأمنية.
كما رصد الموقع تعرض 267 شخص للخطف والاعتقال التعسفي والاحتجاز القسري، في محافظة السويداء خلال العام 2019، بينهم 228 مدني.
وتحمل معظم عمليات الخطف طابع الابتزاز، بهدف الحصول على المال، فيما يحصل بعضها لأغراض انتقامية وثأر، واستهداف شخصيات أمنية أو مطلوبة للنظام.
إلى اين تتجه الأمور؟
وحول مستقبل الوضع في السويداء بعد انتهاء أسباب التصعيد الأخير، رأى النقيب المنشق عن قوات النظام، محمد خضر، والمقيم حالياً في تركيا، أن وضع محافظتي درعا والسويداء “مُعقّد للغاية”، والانفلات الأمني الكبير ما هو إلا “خطة خبيثة من النظام لوضع أهالي المنطقتين في موقف صعب، بحيث يجبران على استجداء عودة القبضة الأمنية”.
وأكد خضر في حديثه لـ “السورية نت”، أن الأجهزة الأمنية للنظام ومنذ بداية الثورة السورية، اتبعت سياسة خاصة بالسويداء، تقوم على مسك العصا من منتصفها، بحيث لا ينقلب عليه أهالي المحافظة، معتبراً أن “هذا الأمر لن يدوم طويلاً” .
وتأسست حركة “رجال الكرامة” في السويداء عام 2012، على يد وحيد بلعوس، قبل أن يُقتل في سبتمبر/أيلول 2015، بانفجار سيارة مفخخة، وبعد مقتله سمت الحركة الشيخ يحيى الحجار (أبو حسن)، قائداً عاماً لها.
والفصيل المحلي في السويداء، يُعلن منذ تشكيله، أنه يعمل لتحييد شبان السويداء، عن المعارك التي تحصل في سورية، ويعارض تجنيد أبناء المحافظة “الإلزامي” في صفوف قوات النظام.