أطلقت الشرطة التركية حملة أمنية واسعة في مدينة إسطنبول، للقبض على عصابات تستأجر أطفالاً سوريين، وتجبرهم على التسول في الشوارع والحارات، لجني المال.
وحسب ما ترجمت “السورية.نت” عن وسائل الإعلام التركية، اليوم الاثنين، فإن الشرطة التركية ألقت القبض على أكثر من 25 شخصاً من هذه المجموعات، وأنقذت نحو 70 طفلاً من بين أيديهم (تحت سن 18).
وذكرت صحيفة “صباح” في تقرير لها أن الأطفال “تم استئجارهم من عائلاتهم الفقيرة أو خطفهم وإدخالهم بطريقة غير شرعية لتركيا دون علم ذويهم”.
وتابعت: “تم بعدها إحضارهم إلى مدينة اسطنبول بشكلٍ غير قانوني وحجزهم وإجبارهم على التسول في شوارع مدينة إسطنبول، مستغلين حاجة أهاليهم للمال”.
والجهة التي أطلقت الحملة الأمنية هي “مكتب فرع الأطفال”، التابع لشرطة إسطنبول.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات التركية راقبت، منذ 3 أشهر، أفراد العصابة التي استأجرت الأطفال السوريين من عائلاتهم، وعملت على توزيعهم على نقاط معينة، للعمل على التسول بالإجبار.
وما تزال الحملة مستمرة حتى الآن، حسب الصحيفة، وكانت قد بدأت منذ ساعات الصباح، في حي “سلطان غازي”.
وتنتشر في معظم المدن التركية ظاهرة “المتسولين”، رغم أن عدداً كبيراً منهم ليسوا سوريين، بل يحاولون استعطاف الأتراك والعرب السياح.
وكانت وحدات الشرطة التابعة لبلدية إسطنبول قد استهدفت، في وقت سابق، المتسولين الموجودين في الحدائق وساحات الجوامع.
وحاولت الشرطة توعية المواطنين من أن معظم المتسولين يدعي أنه سوري لاستعطافهم والحصول على المال، مشددةً على ضرورة الانتباه من الأمر، وبعد ذلك بدأت الوحدات تتخذ بحق المتسولين الإجراءات اللازمة في إطار “قانون الجنح”.
وكانت مديرية أمن إسطنبول أطلقت، أواخر 2016 الماضي، حملة تحت عنوان “لا تتعاطفوا مع الأطفال المتسولين”، للحد من ظاهرة التسوّل لدى الأطفال، مبررةً الحملة بأن “هؤلاء الأطفال سيستمرون بالتسول، وسيبقون ملازمين للشارع لطالما سيستمر المواطنون بإعطاء نقود لهم”.
كما اعتبر والي مدينة اسطنبول التركية، واصب شاهين أن “المتسولين في مدينة اسطنبول أغلبهم أتراك، وليسوا سوريين”.
جاء ذلك في تصريحات له لصحيفة “حرييت”، في أيار 2017، وقال: “هناك مشكلة في الحديث عن السوريين في المدينة على أنهم متسولون، وفي الحقيقة رأينا لاحقاً أن جميعهم من الأتراك”.
وأضاف أن “حوالي ثلاثة ملايين سوري يتوزعون في عموم تركيا، ووفق الإحصائيات المسجلة يعيش 600 ألف منهم في مدينة اسطنبول”.