قلل إيرانيون وإسرائيليون من أهمية الهجوم الذي تعرضت له مدينة أصفهان وسط إيران، اليوم الجمعة، والتي أكدت تقارير غربية وقوف تل أبيب وراءه.
ولم توجه طهران، حتى الآن، المسؤولية المباشرة لإسرائيل عن استهداف مواقع في مدينة أصفهان، حيث نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني قوله “لم يتم التأكد من المصدر الأجنبي للحادث. ولم نتلق أي هجوم خارجي”.
وكذلك، التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حيال الهجوم، ولم يصدر أي تصريح رسمي من قبل الجيش الإسرائيلي أو حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وحسب صحيفة “تايمز إوف إسرائيل“، فإن الحكومة الإسرائيلية أخذت بنصائح الحلفاء بعدم الرد بشكل واسع على إيران.
وتقول الصحيفة إنه “بعد أيام من المناقشات المطولة في مجلس الوزراء الحربي، وزيارات القادة الأجانب للحث على الحذر، والمشاورات التي لا حصر لها مع الولايات المتحدة، يبدو أن الرد الإسرائيلي المعلن عنه كان أكثر رمزية بكثير من كونه ضاراً”.
واعتبرت الصحيفة أن الرد الإسرائيلي كان هدفه إرسال رسالة إلى إيران بقدرتها على الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية متى تشاء، وفق تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن “رسالة الضربة المصغرة في أصفهان، تقول إن إسرائيل لا تعرف الكثير عن المواقع النووية الإيرانية فحسب، بل يمكنها استهدافها متى شاءت، بما في ذلك الهجمات التي يتم شنها من داخل الأراضي الإيرانية”.
واعتبرت الصحيفة أن تل أبيب بردها “المحدود” وعدم إعلان مسؤوليتها تحاول “الحفاظ على التحالفات”، وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأتي المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل في حربها على غزة على رأس أولويات تل أبيب في تحالفها مع واشنطن.
وحسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين، فإن إدارة الرئيس جو بايدن تبحث صفقات أسلحة لإسرائيل بأكثر من مليار دولار.
وتشمل الصفقة ذخيرة دبابات ومركبات عسكرية وقذائف هاون، حسب المسؤولين الذين أكدوا أن عمليات نقل الأسلحة المقترحة لإسرائيل ستكون من بين الأكبر منذ بدء الحرب.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن “واشنطن ملتزمة بدعم إسرائيل للدفاع عن نفسها، وإذا لزم الأمر فسنشارك في الدفاع عنها”.
كما تحاول تل أبيب تجنب أي تصعيد إضافي على المدى القصير مع طهران، إضافة إلى “الحفاظ على التركيز على الضرورة الاستراتيجية، بل والوجودية، المتمثلة في ضمان عدم حصول النظام في إيران على القدرة على إنتاج الأسلحة النووية”.
وهدد مسؤولون إيرانيون على مدى الأيام الماضية، بالرد الفوري على إسرائيل في حال إقدامها على ضرب طهران.
ويبدو أن الضربة المحدودة الإسرائيلية والصمت الرسمي “يمنح إيران القدرة على الامتناع عن الرد الضخم الذي وعدت به، حتى لو كان أصغر انتقام إسرائيلي”، حسب صحيفة “تايمز” الإسرائيلية.
بدورها نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مصدر استخباراتي إقليمي مطلع قوله إنه “من غير المتوقع أن ترد إيران على الضربات الإسرائيلية”.
وأكد أن “الضربات المباشرة بين الدولتين العدوتين انتهت”.
وكانت مدينة أصفهان الإيرانية شهدت أصوات انفجارات اليوم الجمعة، وقالت وسائل إعلام إيرانية إن ثلاث طائرات مسيرة أسقطت فوق المدينة الواقعة وسط البلاد.
من جانبه، قال قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي إن الانفجارات في السماء فوق مقاطعة أصفهان مرتبطة بإطلاق أنظمة مضادة للطائرات، على جسم مشبوه لم يسبب أي ضرر، وفق قوله.
وأضاف أن الخبراء يحققون في هذا الحادث وسيعلنون عن الأمر بعد تلقي النتائج.
في حين نقلت “فايننشال تايمز” البريطانية عن مصدر مطلع بأن “الهجوم على إيران أصاب هدفاً عسكرياً كان متورطاً في القصف على إسرائيل السبت الماضي”.