أعلنت 3 فصائل عسكرية في ريف حلب الشمالي الاندماج في تشكيل جديد أطلقت عليه اسم “تجمع الشهباء”، في مؤشر على استمرار حالة الفصائلية في المنطقة، رغم الخطوات الأخيرة التي تم اتخاذها بعد أحداث عفرين.
والفصائل هي: “حركة أحرار الشام الإسلامية – القطاع الشرقي”، “حركة نور الدين الزنكي”، “أحرار التوحيد”، وكانت تتبع قبل إعلانها التشكيل الجديد لـ”الفيلق الثالث”، الذي يتصدّره فصيل “الجبهة الشامية”.
وجاء في بيان مصور لقادة هذه الفصائل ونشر، اليوم الجمعة، أن الإعلان عن “تجمع الشهباء” جاء “لما تمر به الثورة من تحديات عظيمة وفرص وشيكة وما يمليه علينا الواجب في هذا الوقت”.
وأضاف البيان أن الاندماج يأتي أيضاً “لرص الصفوف”، على أن يهدف إلى “الحفاظ على أهداف الثورة، وتنظيم الصفوف العسكرية بما يكفل الدفاع عن المناطق المحررة”.
وأعلن القادة استعدادهم لـ”الوقوف بجانب المؤسسات الثورية الأمنية والشرطية والخدمية لمواجهة التحديات الداخلية من النظام وداعش وقسد وآفة المخدرات”، حسب تعبيرهم في البيان المصور.
وفي حين لا تعرف بالتحديد مآلات هذه الخطوة، كونها جاءت بعد سلسلة من الخطوات التنظيمية التي بدأها “الجيش الوطني السوري” في ريف حلب تحدث ناشطون ومراقبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنها تصب في صالح “نفوذ هيئة تحرير الشام الجديد والخفي في المنطقة”.
وجاء الربط بين الإعلان عن التشكيل ونفوذ “الهيئة” كون الفصائل الثلاث كانت تتبع في السابق لـ”الفيلق الثالث”، الطرف العسكري الذي دخل بمواجهات مع “تحرير الشام” في مدينة عفرين، أواخر العام الماضي.
ولطالما تردد خلال الأشهر الماضية اسم “حركة أحرار الشام-القطاع الشرقي” على أنه فصيل يتبع لـ”تحرير الشام”، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”أحرار التوحيد”، الذي ينحدر عناصره من منطقة تل رفعت.
"تجمع الشهباء" تكتل عسكري جديد شمال حلب قوامه ما يزيد عن 20 ألف ثائر لقتال روسيا وبشار وخامنئي#حركة_أحرار_الشام #حركة_نور_الدين_زنكي #الفرقة50 #الثورة_السورية pic.twitter.com/odcfiuQ1EI
— أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) February 3, 2023
ماذا حصل سابقاً؟
وكانت “هيئة تحرير الشام” قد توغلت في عفرين، في شهر نوفمبر من العام المنصرم، إذ بدأت مواجهات ضد تشكيل “الفيلق الثالث” الذي تتصدره “الجبهة الشامية”، بعدما دخلت الأخيرة بحالة توتر ومواجهات مع فصيلين هما “فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان سليمان شاه”.
وشكّل دخول “الهيئة” إلى هذه المنطقة ووصولها مؤخراً إلى حدود مدينة إعزاز “سابقة”، فيما أثار استنكار ناشطين وأبناء المنطقة بالعموم، فضلاً عن دولٍ كان من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وانتهى “اجتماع عنتاب” بنتائج منها ضرورة إخراج “هيئة تحرير الشام” بالكامل من عفرين بريف حلب وخاصة أجهزتها الأمنية.
وبحث المجتمعون “توحيد الواردات الاقتصادية العامة بين جميع الفصائل في صندوق واحد بإشراف تركي، وإلغاء جميع حواجز الفصائل العسكرية وتسليمها للشرطة العسكرية لإدارتها”.
إضافة إلى “حل الفصائل الصغيرة ودمجها ضمن مكونات فيالق الجيش الوطني الثلاثة، وتشكيل هيئة تنسيق استشارية بين فيالق الجيش الوطني والحكومة المؤقتة، للتشاور مع الجانب التركي بإدارة ملفات المنطقة”.
كما نتج عن الاجتماع “حل لجنة المظالم التي شكلها المجلس الإسلامي السوري، العام الماضي، لمنع التجاوزات إضافة إلى تحييد دوره عن كل ما يتعلق بالفصائل من الناحية العسكرية”.
وكذلك “حل أي فصيل عسكري من فصائل الجيش الوطني يتسبب باقتتال عسكري مع فصيل آخر في المناطق المحررة”.