يتسارع عداد الإصابات بـ”الكوليرا” يوماً بعد يوم في عموم المناطق السورية، ما دفع “منظمة الصحة العالمية” للتحذير من “خطر قد تواجهه الخطوط الأمامية”، في إشارة إلى خط الدفاع الأول لمكافحة المرض.
وقال فيليب باربوزا، رئيس فريق مكافحة الكوليرا في المنظمة، في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، إن تفشي المرض في سورية تسبب بوفاة ما لا يقل عن 33 شخصاً، “مما يشكل خطراً على الخطوط الأمامية للحرب المستمرة منذ 11 عاماً في البلاد”.
ويثير هذا التفشي أيضاً مخاوف في المخيمات المزدحمة بالنازحين.
وفي حين أن معظم المصابين سيكون لديهم أعراض خفيفة أو لا يعانون من أعراض، فإن “الكوليرا” يمكن أن تقتل في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها.
وتحتفظ “منظمة الصحة العالمية” بمخزون طوارئ من لقاحات “الكوليرا”.
وأضاف باربوزا: “من الواضح جداً أننا لا نملك لقاحاً كافياً للاستجابة لكل من الفاشيات الحادة، وحتى أقل من ذلك حتى نتمكن من تنفيذ حملات التطعيم الوقائية، التي يمكن أن تكون وسيلة لتقليل المخاطر في العديد من البلدان”.
وسجّلت “شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة”، اليوم السبت 426 إصابة جديدة بالمرض في شمال وشرق سورية، ليصل إجمالي الإصابات إلى 6098، و19 وفية.
أما في شمال غربي البلاد فقد سجّلت الشبكة التابعة لـ”وحدة تنسيق الدعم” 63 إصابة جديدة، ليبلغ الإجمالي في المناطق هناك 223 إصابة، دون حدوث أي وفيات.
وكان مدير البرامج الصحية في وزارة الصحة بـ”الحكومة السورية المؤقتة”، الدكتور رامي كلزي قد قال لـ”السورية.نت” إن لقاح “الكوليرا” غير متوفر في الشمال السوري، ولا توجد أي خطط حالية لتأمينه.
وأوضح كلزي أن منظمة الصحة العالمية أوضحت منذ البداية أن تأمين اللقاحات “صعب جداً” في المرحلة الحالية، وبالتالي يجب البحث عن بدائل أخرى لاحتواء هذا الانتشار المتسارع لـ “الكوليرا”.
بدوره قال مدير برنامج اللقاح في “شبكة الإنذار المبكر”، الدكتور محمد سالم، إن لقاح “الكوليرا” غير متوفر في عموم الأراضي السورية، متحدثاً عن خطة يجري العمل عليها حالياً لتوفير اللقاح، لكن لم تتم ترجمتها لخطوات عملية على أرض الواقع.
وأضاف سالم لـ “السورية نت” أن مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة غازي عنتاب التركية، طلب من مكتب المنظمة في الأردن (وهو المكتب المسؤول عن سورية)، تأمين اللقاح، لكن لا يزال الطلب قيد الدراسة، ولم يحصل أي تقدم بهذا الخصوص حتى اليوم.
وبحسب سالم، فإن اللقاح في حال توفره سوف يستهدف بالدرجة الأولى الأطفال من عمر سنة وما فوق، وهو لقاح فموي يُعطى عن طريق الفم مباشرة، مضيفاً: “لكنه غير متوفر حالياً وجهود توفيره لا تزال خجولة”.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت الأسبوع الماضي إرسال مساعدات طبية إلى سورية، لاحتواء تفشي وباء “الكوليرا”، بعد زيارة أجراها المدير الإقليمي للمنظمة، أحمد المنظري، إلى دمشق.
وقالت المنظمة في بيان لها إن طائرة مدعومة من منظمة الصحة العالمية هبطت في دمشق، تحمل 30 طناً من الإمدادات الطبية، على أن تتبعها طائرة أخرى تحمل كمية مماثلة.
وبحسب المنظمة فإن الإمدادات الطبية ستوزع “بالتساوي” على المناطق السورية وحسب الاحتياجات، بما في ذلك مناطق شمال غربي سورية التي تسيطر عليها المعارضة، ومناطق شمال شرقي سورية التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.