ما يزال عداد الإصابات بمرض الكوليرا في سورية يشهد تسارعاً في عموم المناطق، ما ينذّر بـ”كارثة” حسب مسؤولين أممين، في وقت تتحدث فيه فرق إنسانية عن “ضعف هائل في التعامع مع حالة الطوارئ من قبل المنظمات العاملة في المنطقة”.
وقالت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، نجاة رشدي، اليوم الجمعة، إنها ترأست في جنيف اجتماع فريق العمل الإنساني، فيما حذر أعضائه من أن وضع الكوليرا في سورية “يمكن أن يصبح كارثياً”.
وأضافت رشدي: “هناك حاجة إلى مساعدات عاجلة، والوصول المستدام دون عوائق إلى المجتمعات المتضررة أمر حتمي”.
ترأست اليوم في جنيف اجتماع فريق العمل الإنساني (HTF). حذر أعضاء HTF من أن وضع الكوليرا في #سوريا يمكن أن يصبح كارثيا. هناك حاجة إلى مساعدات عاجلة، والوصول المستدام دون عوائق إلى المجتمعات المتضررة أمر حتمي. @UNEnvoySyria
— Najat Rochdi (@rochdi_najat) October 21, 2022
من جهته ذكر فريق “منسقو الاستجابة في الشمال” أن “أعداد المصابين بمرض الكوليرا في شمال غرب سورية تزايدت، لتحتل المنطقة المرتبة الثانية، من حيث أعداد المصابين”.
وحذّر الفريق من “ممارسة ازدواجية المعايير التي تقوم بها المنظمات الدولية اتجاه حقوق المدنيين في الشمال السوري، وهذا ما لوحظ من خلال إبطاء دخول المساعدات الإنسانية وخاصةً الطارئة والتي تتعلق بالقطاع الطبي في المنطقة”.
ووفق شبكة “الإنذار المبكر والأوبئة” بلغ عدد الإصابات بالمرض في مناطق شمال وشرق سورية 14844 حتى يوم أمس الخميس و1755 في شمال غربي البلاد و374 إصابة في منطقة “نبع السلام”.
وأوضح الطبيب رامي كلزي مدير البرامج في منظمة “الأمين” لـ”السورية.نت” أن التسارع بشكل رئيسي في مناطق النظام السوري، ومن ثم شمال شرق سورية، وبعدها “نبع السلام”.
وبينما قال كلزي إن “اللقاحات ليست ضمن الخطة لأنها مكلفة جداً والجدوى منها منخفضة”، أشار الطبيب محمد سالم إلى “مشروع لقاح” يتم التحضير له في الوقت الحالي.
وأضاف سالم وهو مدير برنامج اللقاح في “وحدة تنسيق الدعم” لـ”السورية.نت”: “المشروع من المفترض أن تدعمه منظمة الصحة العالمية. نعمل على رفعه الآن وتقديمه، لكن كل العملية في طور التخطيط، ولا يوجد موعد محدد”.
وأوضح الطبيب السوري أن “اللقاح فعاليته 85 بالمئة لـ3 سنوات حتى 5 سنوات. هو مفيد للحماية من الإصابة الفردية، كي يعزز المجتمع إمكانياته وتزيد قدرة العمل على مياه الإصحاح البيئي، ولإنجاز مشاريع الصرف الصحي وتأمين مياه نظيفة”.
وبحسب الأمم المتحدة ووزارة الصحة في حكومة النظام، فإن مصدر تفشي المرض يُعتقد أنه مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، ما يؤدي إلى تلوث الغذاء.
ويعتمد الكثير من السكان، الضعفاء بالفعل، في سورية على مصادر المياه غير المأمونة، التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة التي تنقلها المياه، خاصة بين الأطفال.
ويجبر نقص المياه الأسر على اللجوء إلى آليات التكيف السلبية، مثل تغيير ممارسات النظافة أو زيادة ديون الأسرة لتحمل تكاليف المياه.