تواصل الليرة التركية تراجعها أمام الدولار خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصلت أمس الأربعاء إلى أدنى مستوياتها، مسجلةً 7.70 ليرة أمام الدولار الواحد.
وبحسب بيانات موقع “بلومبيرغ”، بلغ سعر صرف الليرة التركية، اليوم الخميس، 7.62 أمام الدولار الأمريكي، وهو مستوى قياسي لم تشهده الليرة التركية سابقاً، باستثناء أزمة عام 2018، والتي تخطت فيها الليرة حاجز الـ 7.
ذلك الهبوط دفع البنك المركزي التركي إلى التدخل، حيث أعلن اليوم الخميس زيادة سعر الفائدة من 8.25% إلى 10.25%، بزيادة 200 نقطة، ما أدى إلى تحسن فوري بسيط بسعر صرف الليرة التركية، التي سجلت 7.55 للدولار الواحد، و8.87 أمام اليورو، عقب قرار المركزي، بحسب صحيفة “SOZCU”.
وكان البنك المركزي التركي خفّض سعر الفائدة في مايو/ أيار الماضي، في حين لم يُغيّر سعرها خلال الأشهر الثلاثة الماضية (حزيران- تموز- آب)، ليأتي قراره اليوم برفع سعر الفائدة إلى 10.25% لأسبوع.
ونقلت الصحيفة التركية عن عضو هيئة التدريس في جامعة “بيلكنت”، هاكان كارا، أن قرار البنك المركزي لا يمكن أن يحل مشكلة هبوط الليرة التركية بشكل كامل، مضيفاً: “لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأرجعت الصحيفة سبب هبوط الليرة التركية إلى انخفاض عائدات السياحة في تركيا بسبب انتشار فيروس “كورونا”، مشيرة إلى أن الليرة ستتحسن جزئياً مع قرارات تخفيف قيود السفر، وانتعاش سوق الاستيراد والتصدير.
يُشار إلى أن البنك المركزي التركي أنفق هذا العام 65 مليار دولار لدعم الليرة التركية، في حين أنفق العام الماضي 40 مليار، بحسب بيانات “غولدمان ساكس”.
وكانت الليرة التركية مستقرة مطلع العام الجاري عند 5.94 مقابل الدولار، إلا أنها هبطت إلى مستوى قياسي في 7 مايو/ أيار الماضي، بسبب الإجراءات التي فرضها فيروس “كورونا”، حيث سجلت 7.26، ثم استقرت عند 6.85 على مدى الشهرين الماضيين.
يُذكر أن الليرة التركية شهدت تدهوراً حاداً أيضاً، خلال النصف الأول من عام 2018، نتيجة توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، حينها، بسبب قضية القس الأمريكي المحتجز لدى تركيا بتهمة التجسس، وشهدت الليرة تحسناً خلال عام 2019، بعد حل مشكلة القس واتخاذ “البنك المركزي” سلسلة إجراءات، من بينها خفض سعر الفائدة.