الليرة السورية تتخطى 1550..حكومة الأسد تشتكي زيادة الإنفاق العام

في انهيار جديد شهدته الليرة السورية، اليوم الثلاثاء، بلغ سعر الصرف 1550 ليرة مقابل الدولار الواحد، وهو رقم تاريخي تسجله الليرة للمرة الأولى في تاريخها.

وبحسب موقع “الليرة اليوم” المختص بأسعار الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، قاربت الليرة حاجز 1600 أمام الدولار، حين سجلت منتصف اليوم 1570 للمبيع و1550 للشراء، بعد انهيار تدريجي لليرة منذ سنوات، وتسارع  مطلع عام 2020.

انهيار الليرة أعقبه تصريحات صادرة عن وزير المالية في حكومة الأسد، مأمون حمدان، الذي تحدث لصحيفة “الوطن” الموالية، عن زيادة في الإنفاق العام، نتيجة تخصيص الحكومة موازنة أولية طارئة، لمكافحة فيروس “كورونا” المستجد في مناطق النظام.

وقال حمدان للصحيفة، إن الإنفاق العام للدولة لم ينخفض خلال فترة حظر التجول وتخفيض نسب الدوام في القطاع العام، على اعتبار أن رواتب وأجور العاملين في الدولة لم تتوقف، متحدثاً في الوقت ذاته عن استمرار عمل المشاريع الإنتاجية.

وأضاف الوزير أن الإنفاق العام، بشقيه الاستثماري والجاري، يتم بموجب اعتمادات الموازنة العامة للدولة، وهي مُقرّة، كما أن الموازنة الأولية الطارئة لمكافحة “كورونا” تم تمويلها من الاحتياطيات المقرّة في موازنة العام الجاري 2020.

يُشار إلى أن موازنة سورية التي وضعتها حكومة النظام لعام 2020، بلغت 4 آلاف مليار ليرة سورية، 2700 منها للاعتمادات الجارية، و1300 مليار للاعتمادات الاستثمارية.

ويأتي انهيار الليرة السورية، اليوم، بالتزامن مع ارتفاع سعر الذهب في سورية بشكل غير مسبوق، حيث بلغ سعر الغرام (عيار 21 قيراط) 72 ألف ليرة سورية.

وقال رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق، غسان جزماتي، السبت الماضي، إن السبب الرئيسي للارتفاع غير المسبوق، هو ارتفاع سعر الأونصة عالمياً بشكل ملحوظ، مضيفاً في تصريحات لـ “الوطن”، أن “المبيعات معدومة في الأسواق”، لعدم وجود سيولة مع المواطنين، وتركيز الشراء على المواد الأساسية، وخاصة ما يتعلق بشهر رمضان.

وسبق أن توقع  المحلل الاقتصادي السوري، يونس الكريم، الأسبوع الماضي، أن يلامس سعر الصرف حاجز 1500 ليرة مقابل الدولار، ثم ينخفض إلى 1350 ليرة في حال انتهت إجراءات الحظر، معتبراً أن شهر مايو/ أيار الجاري هو الفاصل لتحديد اتجاه الدولار.

وكانت الليرة السورية قد سجلت عدة انهيارات خلال الأشهر الماضية، في سوق العملات الأجنبية، وتخطت حاجز الـ1200 لتثبت عليه، على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.

ويعتبر المستوى القياسي في الانهيار، الذي وصلت إليه الليرة السورية حالياً، الأول الذي تشهده في التاريخ.