تحدث رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، عن سبب التحركات الأمريكية الأخيرة على الحدود السورية- العراقية، معتبراً أنها تستهدف سورية وليس العراق.
وقال المالكي في لقاء متلفز على قناة “الشرقية”، أمس الاثنين، إن هناك نية أمريكية لإغلاق الحدود بين سورية والعراق، مشيراً إلى أن الخطة الأمريكية للوضع في سورية “لم تتضح بعد”.
قد تستهدف إسقاط النظام
بحسب المالكي، رئيس ائتلاف “دولة القانون”، إذا ربطنا التحركات الأمريكية على الحدود، مع الحراك الشعبي الحاصل جنوب سورية (درعا والسويداء) ضد نظام الأسد، نستنتج أن هناك شيء ما يراد تنفيذه، وفق قوله.
مردفاً: “عندما بقيت الحدود العراقية- السورية مفتوحة قبل سنوات استطاع النظام السوري أن يقاوم ويبقى موجوداً”.
وأضاف: “ربما هناك نية حركة ضد الجمهورية السورية لتغيير النظام وإسقاطه”.
واعتبر أن المشهد في سورية والتحرك الشعبي في الجنوب، إضافة إلى الأوضاع في شمال البلاد وشرق الفرات تشير لوجود مخطط ما.
وقال: “في الأحداث السابقة التي حصلت في سورية، حين تمت عملية تطويق سورية براً وبحراً وجواً، لم يبقَ لسورية منفذ سوى العراق، ومن هنا يأتي القلق في حال أغلقت الحدود”.
وتابع: “يريدون أن يستفيدوا من التجربة السابقة حين بقت هذه الحدود مفتوحة، واستطاع النظام أن يقاوم في سورية”.
ورأى السياسي العراقي نوري المالكي أن التحركات الأمريكية على الحدود ليست ضد العراق، وإنما تستهدف سورية.
بقوله: “نحن ندرك أن أمريكا تريد أن تقطع الحدود بين العراق وسورية.. ربما يكون الهدف إسقاط النظام السوري”.
وتحدث المالكي عما حدث عام 2011، حين انطلقت الثورة السورية، وقال إن الولايات المتحدة طلبت منه مراراً “وبضغط شديد” إغلاق الحدود مع سورية.
لكن الحكومة العراقية، برئاسة المالكي حينها، رفضت هذا الطلب.
وقال: “قلتها بصراحة.. أنا ضد أي حصار لدولة عربية.. وبالنسبة لسورية لا يمكن أن نوافق على غلق كل المنافذ لأن القضية تتعلق بالسيادة والشعب”.
وحول شرعية التحركات الأمريكية على الحدود، قال المالكي: “لم يؤخذ رأينا كحكومة، وفي حال أغلقوا الحدود لن يأخذوا موافقة سورية ولا موافقة العراق”.
وأضاف: “القوات الأمريكية موجودة في سورية دون غطاء قانوني، وكذلك دخلوا الحدود العراقية- السورية تحت نفس الغطاء”.
تحركات أمريكية على الأرض
يجري الحديث منذ أسابيع عن تحركات أمريكية في الشرق السوري الحدودي مع العراق، عبر استقدام تعزيزات عسكرية، وسط الحديث عن قطع الحدود.
وذكرت تقارير أن “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة يجهز لعملية عسكرية ضد المليشيات الإيرانية شرق الفرات، بهدف السيطرة على الحدود السورية- العراقية.
إلا أن قائد قوة المهام المشتركة لعملية “العزم الصلب” في “التحالف الدولي”، الجنرال ماثيو ماكفارلين، نفى ذلك.
وقال في لقاء مع وسائل الإعلام منتصف الشهر الجاري، إن التحالف لا يعد أي عمليات عسكرية لقطع الطريق على أي جهة في شرق سورية، باستثناء تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأضاف “نحن نركز على داعش، وانعدام الاستقرار الذي قد تتسبب به حفنة من المقاتلين إذا استعادت السيطرة أو أعادت بناء عديدها لتشكل تهديداً أكبر”.
وتنتشر الميليشيات الإيرانية في شرق الفرات، وقرب الحدود السورية مع العراق.
وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي، من المناطق التي تلقى اهتماماً خاصاً من طهران، نظراً لموقعهما الجغرافي المحاذي للحدود العراقية.