المخدرات في ميناء إيطاليا..مصدرها “تنظيم الدولة” أم نظام الأسد؟
أعلنت السلطات الإيطالية، أمس الأربعاء، مصادرة كميات كبيرة من الحبوب المخدرة في مرفأ ساليرنو في جنوب نابولي، قالت إنها من إنتاج “تنظيم الدولة” في سورية.
وأضافت السلطات الإيطالية، حسب “فرانس برس“، أن وزن الكميات يبلغ 14 طناً، بما فيها 84 مليون حبة كبتاغون بقيمة مليار يورو، واصفة الشحنة بأنها “أكبر عملية مصادرة أمفيتامين على المستوى العالم”.
وأشارت الشرطة إلى أن المخدرات كانت موجودة في ثلاث حاويات مشبوهة، تتضمن لفائف أوراق معدة للاستخدام الصناعي والآلات.
ولم توضح السلطات الإيطالية الطريق الذي سلكته شحنة المخدرات وصولاً إلى الميناء، مكتفية الحديث عن صنعها من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية.
ولاقى ذلك استغراباً من قبل سوريين وأشخاصاً على اطلاع بالملف السوري، على اعتبار أن قدرة “تنظيم الدولة” تلاشت بشكل كبير بعد معركة الباغوز في ريف دير الزور في 2019.
وبالنظر إلى خريطة السيطرة، فإن وجود “تنظيم الدولة” ينحسر في بعض الجيوب في البادية السورية، ولا يملك أي نفوذ قرب الموانئ السورية؛ ميناء طرطوس واللاذقية، الخاضعين لسيطرة نظام الأسد.
وقال مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستير، عبر حسابه في “تويتر”، أمس الأربعاء، إنه “لا توجد القدرة لدى داعش على إنتاج المخدرات”، وخاصة على هذا النطاق (الكميات الكبيرة)، مضيفاً أنه من الصعب فهم ذلك، في إشارة إلى تصريح الشرطة الإيطالية.
واعتبر ليستر أن الشركات الضخمة المصنعة للحبوب المخدرة (كبتاغون) في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، مشيراً إلى أن النظام يصدر الحبوب على مستوى المنطقة، مستدلاً بذلك على ضبط شحنات في عدد من الدول قادمة من سورية.
دولٌ وصلتها المخدرات من سورية
على مدى السنوات الماضية تحولت سورية إلى مصنع وممر تهريب للمخدرات، وهو ما قاله المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودي، منصور التركي، في 2016، عندما ألقت السلطات السعودية شحنات مخدرة قادمة من سورية.
وقال التركي حينها إن “سورية أصبحت من أكثر الدول المنتجة لأقراص الإمفيتامين المخدرة”، مضيفاً أن “النظام السوري أصبح يحصل على تمويل من المخدرات التي يجري تهريبها إلى السعودي”.
وخلال الأشهر الماضية، أعلنت عدد من الدول إلقاء القبض على شحنات مخدرة بكميات كبيرة، قادمة من سورية بأساليب مختلفة بعضها عن طريق البحر وبعضها براً.
وأول هذه الدول كانت اليونان، إذ ضبط خفر السواحل اليونانية، في يوليو/ تموز العام الماضي، ما وصفها بـ”أكبر شحنة في العالم من حبوب كبتاغون المنشطة قادمة من سورية”، تتجاوز قيمتها نصف مليار يورو.
وقالت السلطات اليونانية حينها إن خفر السواحل وقوات مكافحة المخدرات، ضبطا ثلاث حاويات قادمة من سورية مملوءة بالحبوب المنشطة، بلغ عددها 33 مليون قرص، مما سيحرم الجريمة المنظمة من عائدات تفوق 587 مليون يورو (660 مليون دولار).
وفي فبراير/ شباط الماضي، أعلنت شرطة دبي في الإمارات العربية المتحدة، ضبط 35 مليون و755 ألف قرص كبتاغون تزن 5 أطنان و656 كيلو و166 جراماً وإلقاء القبض على 4 أشخاص، قادمة من ميناء اللاذقية إلى ميناء جبل علي.
كما أعلنت السلطات المصرية، في 13 أبريل / نيسان الماضي، إحباط محاولة تهريب 4 أطنان من مادة الحشيش، مخبأة داخل علب حليب مغلقة من نوع “ميلك مان” العائدة لرامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، الذي نفى علاقته بالأمر في تصريح لجريدة “الإخبار” اللبنانية.
وأشارت السلطات المصرية حينها إلى أن الكميات وجدت على الباخرة المصرية “إيجي كراون” التي انطلقت من ميناء اللاذقية متوجهة إلى ليبيا.
وفي 27 أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات السعودية، ضبط أكثر من 19 مليون قرص مخدر من نوع “إمفيتامين”، أُخفيت في عبوات مشروب عشبة “المتة” من نوع “خارطة”، قادمة من سورية.
ولا يعلق نظام الأسد على ضبط هذه الشحنات ومصدرها، لكن وزير الداخلية السابق في حكومة الأسد، محمد الشعار، اعتبر في يونيو/ حزيران 2017، إن سورية بلد نظيف من زراعة وإنتاج وتصنيع المخدرات بشتى أنواعها، وهي ليست بلد منشئ لكنها طريق عبور.