“المخرجات عسكرية وإنسانية”.. الشمال السوري يترقب اجتماعين “مرحليين”
يترقب الشمال السوري مخرجات الاجتماعين الدوليين المقرر عقدهما في الأيام المقبلة، وبينما يختص الأول بمناقشة المرحلة العسكرية المقبلة يذهب الآخر إلى حسم الوضع الإنساني لملايين المدنيين لعام مقبل على أقل تقدير.
ومن المقرر أن تجتمع وفود الدول الضامنة (تركيا، إيران، روسيا) في الجولة 16 من محادثات “أستانة”، وذلك في يومي 7 و8 يوليو/تموز الحالي، بحسب التصريحات الروسية الرسمية.
في المقابل سيعقد مجلس الأمن قبل العاشر من الشهر الجاري، جلسة للتصويت على تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية، وبالأخص عبر معبر “باب الهوى” الحدودي.
وفي ظل توجه الأنظار إلى هذين الاجتماعين تشهد محافظة إدلب في شمال غرب البلاد تصعيداً بالقصف من جانب قوات الأسد وروسيا، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، كان آخرهم تسعة بينهم أطفال، صباح اليوم السبت.
وبات من المعتاد أن تقدم روسيا على التصعيد قبيل أي اجتماع يخص المسار السياسي أو العسكري والإنساني في سورية، في خطوة يراها مراقبون للضغط من أجل تمرير رؤيتها بشأن ما ستكون عليه المرحلة المقبلة.
“زيارات ولقاءات”
وكان لافتاً في الأيام الماضية الزيارات واللقاءات التي أجراها مسؤولون روس، كتمهيد للاجتماعات المقبلة.
وبينما أجرى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف زيارة إلى تركيا والتقى فيها نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو شهدت العاصمة دمشق لقاءات بين رأس النظام السوري، بشار الأسد والمبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف.
وذكر الإعلام الرسمي التابع للنظام، الأسبوع الماضي أن لافرنتيف بحث مع الأسد آخر المستجدات على الساحة السورية، بما في ذلك التحضير للجولة 16 من محادثات “أستانة”، واجتماعات “اللجنة الدستورية السورية” في جنيف.
ومن المقرر في اليوم الأول من “أستانة 16” إجراء مشاورات ثنائية وثلاثية للدول الضامنة مع الأطراف السورية، فيما ستنعقد جلسة عامة في اليوم الثاني، بحسب ما أعلنت الخارجية الكازاخية في بيان لها الأسبوع الماضي.
في حين دار الحديث خلال الاجتماع الأخير بين لافروف وجاويش أوغلو في مدينة أنطاليا التركية عن العمل على اتفاقيات جديدة بين الجانبين حول محافظة إدلب السورية، بحسب الوزير التركي، الذي تحدث عن اتفاقيات جديدة وتثبيت الاتفاقيات السابقة حول المحافظة.
وأشار جاويش أوغلو إلى وجود “توافق بالآراء بين تركيا وروسيا حول استمرار وقف إطلاق النار في سورية”.
“الأنظار إلى باب الهوى”
في غضون ذلك تضغط منظمات إنسانية في الشمال السوري وأخرى دولية قبيل موعد التصويت على قرار تمديد إدخال المساعدات إلى سورية عبر الحدود.
ويتركز الضغط بشكل أساسي باتجاه إبقاء معبر “باب الهوى” كممر للمساعدات، التي يستفيد منها ملايين المدنيين، سواء من النازحين أو السكان الأصليين في محافظة إدلب.
وكانت روسيا والصين استخدمتا، العام الماضي، حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي، ينص على تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة وباب الهوى.
لكن بعد مفاوضات، وافقت روسيا على دخول المساعدات عبر نقطة حدودية واحدة فقط هي معبر باب الهوى لمدة عام كامل ينتهي في العاشر من يوليو/ تموز المقبل.
ومنذ بداية العام الحالي أبدت موسكو إصراراً على إنهاء تفويض الأمم المتحدة لإرسال المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية إلى سورية.
كذلك تعتبر أن مرور المساعدة الدولية عبر العاصمة دمشق يمكن أن يعوض المساعدات عبر الحدود، وهو أمر ترفضه الدول الغربية والأمم المتحدة.