تسود حالة من “عدم الارتياح” بين أوساط الناشطين الإغاثيين في الشمال السوري، وذلك بعد تمديد مجلس الأمن أمس الجمعة آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي.
ويعود ذلك بحسب ما رصد موقع “السورية.نت”، اليوم السبت إلى تقسيم عملية إدخال المساعدات على مرحلتين، تبلغ مدة كل واحدة منها ستة أشهر.
ولم تعرف الخلفيات الكامنة وراء التقسيم المذكور، وهو فكرة كانت روسيا قد أصرت على تطبيقها وتضمنيها ضمن القرار الأخير، بحسب ما تحدثت وكالات عالمية.
“تباين”
وأشادت الولايات المتحدة وروسيا بـ”التعاون” الذي أسفر عن تبني مجلس الأمن الدولي قرار تمديد إيصال المساعدات إلى سورية عبر الحدود.
واعتبرتا الخطوة بمثابة “انطلاقة جديدة للعلاقة بينهما”.
ورغم الإشادة بالقرار، جاءت مدّة التمديد محط تأويلين متباينين.
وبينما تقول الولايات المتحدة إنّها لعام واحد، تؤكد روسيا أنّها لستة أشهر قابلة للتجديد، في ضوء تقرير مرتقب لأمين عام الأمم المتحدة في نهاية العام.
ولفت دبلوماسيون في حديث لهم لوكالة “فرانس برس”، اليوم إلى عدم وجوب التصويت مجدداً على نص بعد ستة أشهر، بينما رأى دبلوماسيون آخرون أنه لا مفر من هذا التصويت.
“ابتزاز روسي”
في غضون ذلك اعتبر مدير “الدفاع المدني السوري”، رائد الصالح أن قرار مجلس الأمن حول تمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سورية لستة أشهر يضع أكثر من 4 ملايين مدني تحت “الابتزاز الروسي”.
وأضاف الصالح عبر “تويتر” أنه لابد من إيجاد بديل لإدخال المساعدات، خارج إطار مجلس الأمن، واصفاً ذلك بـ”الضرورة الملحة”.
وتسعى روسيا، بحسب الصالح إلى تحويل القضية السورية عن مسارها، واختصارها بمسألة فتح المعابر وإدخال المساعدات عبر الحدود.
وتابع متسائلاً: “ما معنى أن يمدد القرار بإدخال المساعدات الإنسانية، بينما نظام الأسد وروسيا كل يوم يقصفون شمال غربي سورية، وعشرات آلاف المعتقلين في سجون نظام الأسد، وملايين المهجرين قسراً بعيدون عن منازلهم”.
1ـ إن قرار مجلس الأمن حول تمديد إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا لستة أشهر يضع أكثر من 4 ملايين مدني تحت الابتزاز الروسي، وإن العمل على إيجاد بديل لإدخال المساعدات عبر الحدود خارج إطار مجلس الأمن بات ضرورة ملحة لتجنيب هذا الملف الإنساني التسيس والابتزاز من قبل روسيا.
— Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) July 9, 2021
“خطوة نحو الوراء”
إلى جانب الصالح كان هناك مواقف أخرى شككت بقرار تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود على مرحلتين.
الطبيب السوري، محمد كتوب اعتبر عبر “فيس بوك” أن قرار مجلس الأمن “ليس كما يبدو كسابقه، وهو خطوة كبيرة نحو الوراء”.
وأضاف كتوب اليوم السبت: “حصل اليوم كل من الأمريكان والروس على انتصار في مجلس الأمن على عاتق المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري، وحتى أن هناك تصريحات متناقضة بينهم حول مدة القرار ليظهر كل منهم انتصاره”.
وأوضح الطبيب السوري أن تجزئة عملية الإدخال على مرحلتين يلقي بالضغط كاملاً على الأمين العام للأمم المتحدة، بعد ستة أشهر.
وانتقد عدة جزئيات تم طرحها أمس الجمعة، بينها أن قرار مجلس الأمن يرحب بالمساعدات المندرجة ضمن التعافي المبكر.
وقال كتوب: “أنا لست ضد الدفع باتجاه نقل الاستجابة نحو التعافي المبكر، ولكن القرار يحدد الجهود المندرجة تحت عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي لم تكن حيادية في عملها في سورية، اختارت العمل حصراً من دمشق”.
بالإجماع.. مجلس الأمن الدولي يمدّد آلية إيصال المساعدات إلى #سوريا عبر الحدود التركية ل12 شهرًا.
سنسمح بدخول المساعدات على حين #روسيا و #النظام_السوري سيستمران بالقصف والقتل شمال غربي سوريا ..— EYA MOHAMMED (@EyaMohammedD) July 9, 2021
ماذا قالت الدول؟
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة.
وأشاد الطرفان خلال الاتصال باتفاق فِرقهما الذي أدى إلى “التجديد بالإجماع” لآلية إيصال المساعدات الإنسانية، حسب بيان للبيت الأبيض.
كما رحبت أنقرة بتمديد مجلس الأمن الدولي الجمعة آلية إيصال المساعدات الإنسانية “الضرورية”.
في حين أشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نبينزيا إلى أنّ الاتفاق الذي يأتي في أعقاب القمة بين بوتين وبايدن “تاريخي”.
وقال: “للمرة الأولى، لا تكتفي روسيا والولايات المتحدة بالاتفاق، ولكنهما تقدمتا أيضاً بنص مشترك يؤيده كافة الزملاء في المجلس”.
“We can only hope that one day soon there will be a political solution to the conflict in Syria.
Meanwhile, we can save lives through vital cross-border access.”
-@MarkCutts @UNinSyria https://t.co/IgU0xrVcRs
— Melissa Fleming 🇺🇳 (@MelissaFleming) July 9, 2021