عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة، أمس الاثنين، لبحث مقترح النظام حول إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” لشمال غربي سورية.
وناقشت الدول الأعضاء الوضع الإنساني في سورية، بطلب من سويسرا والبرازيل، ثم طلبت روسيا عقد جلسة خاصة مغلقة.
ولم يتوصل مجلس الأمن لأي قرار حتى اللحظة حول تمديد إيصال مساعدات باب الهوى.
ولا تزال الآلية معطّلة، بعد انتهاء التفويض الأممي في 10 تموز/ أيلول الجاري، وغياب التوافق على تمديد القرار.
شروط النظام للمساعدات
وكان النظام السوري أعلن بشكل “مفاجئ” موافقته على تمديد إيصال المساعدات لشمال غربي سورية ستة أشهر.
ووجه سفير النظام لدى مجلس الأمن، بسام صباغ، رسالة إلى مجلس الأمن، الجمعة الماضي، أبلغه فيها بقرار الموافقة.
إلا أن الأمم المتحدة تحدثت عن شروط وضعها الأسد مقابل ذلك، وقالت إنها “غير مقبولة”.
إذ طلب النظام السوري إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على العملية.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة “يجب ألا تتواصل مع المنظمات والجماعات الإرهابية في شمال غرب سورية”، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في وثيقة أرسلها إلى مجلس الأمن إن “الرسالة التي بعثها النظام السوري والتي يسمح فيها باستخدام هذا المعبر الواقع بين تركيا وسورية تحتوي على شرطين غير مقبولين”.
إلا أن صحيفة “الوطن” شبه الرسمية نقلت عن مصادر دبلوماسية، اليوم الثلاثاء، نفيها أن يكون النظام وضع شروطاً بشأن إيصال المساعدات.
وأضافت أن الرسالة الموجهة لمجلس الأمن “لا تتضمن أي شروط”.
وقالت: “سورية عبرت عن استعدادها للانخراط الفوري مع الأمم المتحدة وأوتشا بشأن آلية العمل لتنفيذ الإذن الذي منحته الحكومة السورية”.
ويعتبر النظام أن إدخال المساعدات العابرة للحدود إلى المناطق الخارجة عن سيطرته هو “انتهاك للسيادة الوطنية”.
وذلك كونها “لا تمر عبر حكومته ولا تشترط موافقته”.
ويرى محللون أن موافقة النظام تأتي في محاولة منه لتهميش مجلس الأمن، الذي عمل خلال السنوات الماضية على إيصال المساعدات للشمال السوري رغم رفض الأسد لذلك.
وقال الباحث السوري في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، معن طلاع، إن هدف النظام من هذه الخطوة هو “استرداد السيادة”، وإظهار أنه صاحب القرار في المناطق الخارجة عن سيطرته.
كما يهدف النظام، بحسب طلاع، إلى إحكام قبضته على المساعدات الدولية وتمريرها عبره فقط، خاصة بعد كارثة الزلزال.