تشهد مناطق شمال وشرق سورية تصعيداً بالقصف الجوي الذي تنفذه طائرات مسيّرة تركية، مستهدفة مواقع وأهداف تتبع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”وحدات حماية الشعب”.
ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي لم تتضح فيه حتى الآن صورة العملية العسكرية التي تهدد تركيا بتنفيذها، على أن تشمل عدة مواقع، في مقدمتها منبج شرقي حلب وتل رفعت.
وباتت وسائل الإعلام المقربة من “قسد” تنشر بشكل يومي أخباراً تتعلق بالاستهدافات الجوية، فيما تعنون سلسلة من التقارير العاجلة بــ”طائرات مسيرة تحوم في أجواء الشمال“.
وكانت آخر الاستهدافات التركية، أمس الأحد، حيث قصفت مسيّرة تركية سيارة تقل 3 قياديات من “قسد” و”وحدات حماية المرأة”، ما أسفر عن مقتلهن على الفور، على الطريق الواصل بين القامشلي والقحطانية.
والقياديات هن: قائدة وحدات مكافحة الإرهاب سلوى يوسف (جيان)، القيادية في وحدات حماية الشَّعب (YPJ) جوانا حسّو (روج خابور) والتي تنحدر من مدينة الدرباسية شمالي الحسكة، المقاتلة في وحدات “مكافحة الإرهاب” رُها بشّار (بارين بوطان) المنحدرة من عفرين بريف حلب الشمالي.
وقبل هذه الحادثة أعلنت تركيا مقتل “قائد العمليات العسكرية في عين العرب”، شاهين تيكين تانجاك الملقب بـ”كيندال أرمينيان”، وذلك بعد استهدافه أيضاً بطائرة مسيّرة.
بدورها ذكرت وكالة “الأناضول” شبه الرسمية، اليوم الاثنين، أن القوات التركية تمكنت من “تحييد 15 إرهابياً من حزب العمال في مناطق العمليات شمال سورية”.
وأضافت الوكالة نقلاً عن بيان لوزارة الدفاع التركية أن “قوات الكوماندوز نفذت عملية ناجحة أخرى في مناطق نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات، وقتلت 15 إرهابياً من حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب”.
ومن بين القتلى “اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين، حاولوا مهاجمة منطقة نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات”، حسب الوكالة.
وفي يونيو / حزيران الماضي كان قائد “قسد”، مظلوم عبدي قد طالب قوات الأسد بتأمين أنظمة دفاع جوي ضد الطائرات المُسيرة، في حال شنت تركيا عملية عسكرية جديدة شمال سورية.
وقال عبدي في مقابلة مع وكالة “رويترز”، في الخامس من الشهر المذكور إن “قواته منفتحة على العمل مع القوات السورية للقتال قبالة تركيا، لكن دون حاجة لإرسال قوات إضافية”.
وأضاف أن “الشيء الأساسي الذي يمكن أن يفعله الجيش السوري للدفاع عن الأراضي السورية، هو استخدام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية”.
وتعتبر تركيا سادس دولة في العالم، بتصنيع وتطوير وتصدير الطائرات العسكرية المسيرة (بدون طيار)، وذلك بعد أمريكا وإسرائيل والصين وباكستان وإيران.
وتُصنف “بيرقدار TB2” ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم)، إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفاً إلى 27 ألف قدم) نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراماً، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.
ولعبت طائرات “بيرقدار” التركية دوراً كبيراً في تغيير مسارات معارك عسكرية سابقة، خاصة خلال معارك عملية “نبع السلام” في شمال سورية، وعملية “درع الربيع” في محافظة إدلب.