“المنتدى الشبابي” في مدينة الباب..عينٌ على الشباب والثقافة والهوية
عقب الاستقرار النسبي الذي تشهده مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، منذ توقف العمليات العسكرية فيها قبل 4 سنوات، بدأت تولدُ في المدينة المكتظة بالسكان وشريحة الشباب، نشاطات وفعالياتٌ مجتمعية وثقافية. ورغم أن معظمها مازال في بداياته، إلا أن القائمين عليها يعتبرونها تجارب تلقى نجاحاً وروجاً بين شباب المدينة الواقعة بريف حلب الشمالي الشرقي.
ومن بين هذه التجارب، بدأ قبل أشهر مركزٌ متخصصٌ بتقديم خدماته لفئة الشباب تحديداً، ضمن مجالات ثقافية ومهنية وتدريبية عدة، تحت اسم “مركز المنتدى الشبابي”.
تنوع نشاطي.. من المستهدف؟
مدير “المنتدى الشبابي” عمرو المحسن تحدث لـ”السورية.نت”، عن أبرز النشاطات التي يقدمها المركز، ومقره مدينة الباب، مشيراً إلى أنها تستهدف فئة الشباب بين سن 14 إلى 36 عاماً، من ذكور وإناث، حسب اهتاماتهم.
وتتنوع نشاطات المركز بين دورات مهنية، (حلاقة نسائية، صوف، حياكة وخياطة)، ودورات برامج الكومبيوتر، إلى جانب التحضير لدورات تعليم اللغات خاصة اللغتين الإنجليزية والتركية.
وبهذا الصدد، أوضح المحسن أن “مركز المنتدى الشبابي” عقد مؤخراً بروتوكول تعاون مع مديرية التربية التركية في ولاية غازي عنتاب، من أجل تزويد المركز بمناهج خاصة باللغة التركية وامتحان “يوس”، إلى جانب تزويدهم بأساتذة مختصين في هذا المجال، مضيفاً أن المركز قد يحصل على شهادات اعتراف رسمية من المديرية.
وإضافة إلى النشاطات التدريبية والمهنية، أولى “مركز المنتدى الشبابي” اهتماماً بالجانب الثقافي لدى فئة الشباب، حيث عقد مسابقات عدة ومن بينها مسابقة “القارئ الشاب”، وهي مسابقة اعتمدت على قراءة كتب من مكتبة خاصة بالمركز، ومناقشة تلك الكتب بين المشاركين، ثم تنظيم مسابقة لهم وتوزيع الجوائز على الفائزين.
ونظم “المنتدى الشبابي” مؤخراً، فضلاً عن مسابقة “القارئ الشاب”، فعاليات أخرى، كان بينها ، مسابقات في لعبة الشطرنج وكرة القدم أيضاً.
ويقول القائمون على “المنتدى”، أنه خصص نشاطاً حوارياً ضمن أنشطته الأخيرة، عبر عقد ندوات حوارية دورية في مقره بمدينة الباب، تناقش بشكل خاص هموم الناس ومشاكلهم وتهتم بشؤونهم الاقتصادية والاجتماعية.
أهداف ملحّة.. وتحديات بإيجاد الخبرات
رغم أن فئة الشباب بين 14 و36 عاماً هي المستهدف الأبرز من نشاطات “مركز المنتدى الشبابي”، يقول المحسن إن المركز “يعمل على استهداف فئات عمرية أقل في المستقبل القريب. لكن التركيز الآن على الشباب”.
وعن الهدف من تأسيس المركز، يشير المحسن لـ “السورية نت” إلى أن “مدينة الباب مرتْ خلال السنوات الماضية بمتغيرات كثيرة، حين سيطر تنظيم (الدولة الإسلامية) عليها، وقبله كانت خاضعة لنظام الأسد، ما أدى إلى تغييب الجانب الثقافي عن المدينة وطمس هوية الشباب الثقافية”.
وأضاف: “أجرينا دراسة شاملة حول متطلبات فئة الشباب، ووجدنا أن المشاريع التي تستهدفهم غائبة بشكل كبير، ما دفعنا إلى البدء بهذا المشروع بما يخدم تطلعاتهم ويدعم توجههم الفكري”.
و “مركز المنتدى الشبابي” تم تأسيسه في مدينة الباب بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالشراكة مع “مركز عمران للدراسات الاستراتجية” أحد برامج “المنتدى السوري”، ويقدم خدماته مجاناً، حيث لاقى إقبالاً من قبل الشباب في المدينة.
وفي هذا الإطار، قال مدير المركز إنه يسعى مستقبلاً إلى توسيع أنشطته وتنويعها، مع التركيز على دعم النساء وتنظيم دورات تمكين لهن وتوعيتهن إلى حقوقهن وواجباتهن.
ومع ذلك يواجه المركز صعوبات بإيجاد كوادر تدريبية خبيرة بعدة مجالات، بحسب مديره، الذي أشار إلى أن مدينة الباب شهدت خلال السنوات الماضية هجرة لخبراتها وكوادرها، وبالتالي كان من الصعب إيجاد الشخص المناسب لإعطاء وإدارة الورشات، داعياً إلى توجيه الأنظار نحو خلق كوادر جديدة بما يخدم فئات المجتمع ككل.