أطلق مقاتلون عشائريون هجوماً مفاجئاً ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المتمركزة في محيط بلدة ذيبان بريف محافظة دير الزور، وهي المعقل الرئيسي لشيخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوعين من إعلان “قسد” السيطرة الكاملة على جميع المناطق في دير الزور، وإنهاء المواجهة العشائرية التي اندلعت ضدها، بقيادة الشيخ الهفل.
وذكرت شبكات إخبارية محلية، اليوم الاثنين، أن الهجوم الذي بدأه المقاتلون العشائريون هو “الأعنف من نوعه”، وأسفر عن إعطاب مركبة لـ”قسد”، وعن قتلى ومصابين.
مقاتلـ ـو العشائر يشـ ـنون هجـ ـوماً عنيفـ ـاً على مـ ـواقع قسد في بلدة #ذيبان شرقي #ديرالزور، منذ ساعات الفجر.#نهر_ميديا pic.twitter.com/GrKMf60JIi
— Naher Media – نهر ميديا (@nahermedia) September 25, 2023
وقال الصحفي زين العابدين عبر موقع التواصل “x” إن الخطوة جاءت بعد دقائق من كلمة صوتية للشيخ إبراهيم الهفل دعا فيها لمواصلة القتال ضد “قسد”.
وأكد الهفل في الصوتية بدء هجوم مقاتلي العشائر على نقاط “قسد” في بلدة ذيبان شرق دير الزور.
وبينما طلب المساندة من باقي العشائر، أشار إلى “استمرار المقاومة لغاية تحصيل حقوق أهالي دير الزور”، حسب تعبيره، كما تحدث عن تشكيل “جيش العشائر” وعن “معارك طاحنة في ذيبان”.
🔸هجمات منطقة ذيبان جائت متزامنة مع كلمة صوتية للشيخ أبراهيم الهفل، أكد فيها بدء هجوم مقاتلي العشائر على نقاط ميليشيا قسد في بلدة ذيبان شرق دير الزور، وطلب المساندة من باقي العشائر، وأكد فيها على أستمرار المقاومة لغاية تحصيل حقوق أهالي دير الزور حسب وصفه. pic.twitter.com/zraCdYFDzK
— Deir Ezzore Now | دير الزور الأن (@DeirEzzorNow) September 25, 2023
ولم يصدر أي تعليق من جانب “قسد” حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
لكن العديد من الصحفيين والشبكات إخبارية في دير الزور نشروا تسجيلات صوتية قالوا إنها للحظات الأولى التي تبعت إطلاق الهجوم ضد “قسد” في محيط ذيبان.
وكان قائد قسد”، مظلوم عبدي قد تحدث الأحد عن “تنسيق واضح بين دمشق وطهران في محاولة دعم بعض ممثلي العشائر الموالين لهما”.
وقال في حوار مع “مجلة المجلة” إن “دخول تركيا على هذا الخط بدعم المجموعات السورية المسلحة التابعة”، لافتاً إلى أن الدول الثلاث لم تنجح، وأن “الأوضاع باتت مستقرة حالياً”.
لكن سبق وأن أكد المقاتلون العشائريون أن مواجهاتهم ضد “قسد” جاءت رداً على الانتهاكات الأخيرة التي نفذتها بحق نساء وأطفال في قرى وبلدات بدير الزور.
وحتى الآن لا يعرف المكان الذي يتواجد فيه الشيخ الهفل بعدما أعلنت “قسد” قبل أسبوعين الدخول إلى ذيبان المعقل الرئيسي له ولقبيلة العكيدات.
ورغم انتهاء المواجهات المسلحة في دير الزور بين “قسد” ومقاتلي العشائر العربية تهدد الهزّة التي حصلت بمزيد من “الانتقام”، وهو ما سينعكس على استراتيجية أمريكا في المنطقة، حسب تقرير سابق لمجلة “فورن بوليسي“.
وسلطت المجلة الأمريكية الضوء على المواجهات الأخيرة، وجاء في تقريرها أنه “يجب على واشنطن أن تكرس تركيزاً كافياً لسورية والمنطقة الأوسع لضمان عدم ظهور انقسامات مماثلة بين قسد والفصائل العربية الأخرى المتحالفة معها”.
وترى المجلة الأمريكية أن “الفشل في القيام بذلك سيخلق مساحة للخصوم، لتقويض مكاسب واشنطن، التي حققتها بشق الأنفس”.
كما يهدد “اندلاع العنف العربي الكردي بإخلال التوازن الدقيق الذي أبقى تنظيم الدولة الإسلامية وخصوم الولايات المتحدة الآخرين في وضع حرج”.