نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصادر كردية قولها إن السعودية والإمارات تلعبان دوراً بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ونظام الأسد.
وأوضحت المصادر التي لم يسمها الموقع، اليوم الاثنين أن “الإمارات والسعودية شجعتا دمشق على دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، كجزء من جهود ردع النفوذ الإيراني”.
وأضافت المصادر أن هذا الأمر “تم بموافقة أمريكية ضمنية”.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن “مثل هذه التحركات تتعارض مع مصالح أنقرة كذلك”.
وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات قد أعادتها العلاقات مع نظام الأسد إلى مستوى كبير، خلال الأيام الماضية.
وبينما كانت الإمارات سباقة في عملية التطبيع سارعت الرياض الخطا مؤخراً، وتتجهز الآن إلى إعادة فتح سفارتها في دمشق.
وعلى عكس أبو ظبي تسير الرياض بسياسة “خطوة مقابل خطوة”، حسب تصريحات مسؤوليها، وكانت قد دعت استقبلت بشار الأسد مؤخراً في القمة العربية، بعد توجيه دعوة رسمية له.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الدولتين، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”قسد” والنظام السوري.
ونادراً ما يعلق مسؤولو هذه الأطراف على هكذا نوع من القضايا، بينما تبقى في إطار التسريبات على لسان مصادر ترفض ذكر اسمها.
وفي الرابع من مايو/ أيار الحالي كان “المونيتور” قد ذكر أن قائد “قسد”، مظلوم عبدي زار الإمارات العربية المتحدة وطلب مساعدتها في الضغط على نظام الأسد.
ونقل الموقع عن أربعة مصادر مطلعة ومسؤولين في المنطقة، أن عبدي ذهب إلى الإمارات بين أواخر مارس/ آذار وأوائل أبريل/ نيسان الماضيين، والتقى مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان.
وقالت المصادر إن بافل طالباني، زعيم “الاتحاد الوطني الكردستاني” ثاني أكبر حزب في إقليم كردستان العراق، قد سافر معه.
وأضافت أن “عبدي طلب مساعدة أبو ظبي للضغط بملف الأكراد السوريين مع نظام الأسد”.
ونفت الإمارات زيارة مظلوم عبدي لها، وقال مسؤول في رد عبر البريد الإلكتروني على طلب الموقع إن “المزاعم المشار إليها في بريدك الإلكتروني كاذبة ولا أساس لها من الصحة”.
ويعتبر عبدي من أبرز القياديين في شمال وشرق سورية المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعتبره تركيا مع القوات التي يقودها فرعاً لـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.
ويرفض النظام منح الحكم الذاتي للكرد شمال شرقي سورية، وهدد مراراً بعملية عسكرية للسيطرة على الأراضي الواقعة تحت حكم “الإدارة الذاتية”، وتُقدّر مساحتها بنحو 27% من مساحة سورية.
وكان نائب الرئاسة المشتركة الإدارة الذاتية، بدران جيا كرد، قال لـ”المونيتور” في مقابلة أجريت معه أواخر أبريل الماضي، إن “الإمارات العربية المتحدة أعربت عن اهتمامها بمساعدة الأكراد السوريين في إبرام اتفاق مع نظام الأسد”.
وأضاف: “قالوا إنهم مستعدون للمساعدة، لكن حتى الآن ليس لدينا برنامج (خارطة طريق) لهذا”، رافضاً التعليق على زيارة عبدي.
إلا أن مسؤولين إقليميين، لم يكشف “المونيتور” عن هويتهم، حينها، أصروا على أن عبدي ذهب إلى الإمارات بالفعل، وقال أحد المسؤولين “هذا صحيح بنسبة مائة بالمائة”.