النازحون من إدلب للرقة..تحقيقاتٌ وإجراءات أمنية بينها “كفالة”
عشرات العائلات النازحة من محافظة إدلب، وصلت تباعاً، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد)، حيث أقام معظمها في مخيمين عشوائيين غرب المدينة، وسط أنباء تحدثت عن استدعاء بعض الشبان عند وصولهم للتحقيق.
ويأتي وصول النازحين من إدلب، بالتزامن مع استمرار الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام وروسيا على المحافظة وريفي حلب الجنوبي والغربي، ونزوح مئات الآلاف من السكان عن منازلهم، حيث أعلنت” الإدارة الذاتية” في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، إعادة افتتاح معبر عون الدادات (مخصص للمسافرين) في منبج، والذي يصل مناطق سيطرتها بمناطق سيطرة “الجيش الوطني”.
وكان قائد “قسد”، مظلوم عبدي، دعا في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، النازحين الفارين من إدلب، للتوجه إلى مناطق سيطرة قواته، معرباً عن استعداد “الإدارة الذاتية” لإمكانية توسيع المخيمات الموجودة في شمال شرقي سورية، لتكون قادرةً على استيعاب النازحين الجدد.
وبحسب الناشط الإعلامي في الحسكة صهيب اليعربي، وصلت إلى مناطق سيطرة “قسد” خلال الأسابيع الماضية، خمس دفعات من نازحي مدينة إدلب، عبر معبر عون الدادات، واستقر بعضها في مخيمات منبج، فيما نقلت “الإدارة الذاتية” معظمهم إلى مخيمين أقيما غرب مدينة الرقة، هما مخيم أبو قبيع ومخيم المحمودلي.
وأضاف الناشط في حديثه الخاص لـ”السورية.نت”، أن قرابة 300 نازح يقيمون حالياً في مخيم أبو قبيع، فيما وصلت 150 عائلة أخرى إلى مخيم المحمودلي، ضمن خيم أعدتها “الإدارة الذاتية”، مؤكداً في الوقت ذاته أن المخيمان”ذو امكانات بسيطة ويفتقدان للرعاية الصحية”.
من جانب آخر ذكرت وكالة “هاوار” المقربة من” قسد”، في 7 فبراير/شباط الحالي، أن قرابة 1500 نازح وصلوا من إدلب إلى الرقة.
ويتولى الهلال الأحمر التابع للنظام، ومنظمات إغاثية، مساعدة النازحين الواصلين إلى المخيمات حديثاً، حسب اليعربي، بينما يحتاج من يريد الإقامة في المدينة إلى الحصول على كفالة من أحد السكان المحليين.
وتفرض “الإدارة الذاتية” في الرقة، على جميع النازحين الواصلين إلى المحافظة، الحصول على كفيل من السكان المحليين، و”بطاقة وافد” من “مجلس الرقة المدني” كشرط للسماح لهم بالإقامة في المدينة.
ويشترط “مجلس الرقة”، لمنح “بطاقة وافد”، تقديم طلب من مجالس الأحياء التابعة لـ”الإدارة الذاتية”،وكفيلين من أبناء الرقة، وإثبات تبرع بالدم وصورة شخصية.
تحقيق مع الشباب
من جانب آخر تحدث اليعربي عن اجرءات أمنية تتخدذها قسد بحق الشبان الواصلين إلى مناطقها، مؤكدا أن عدد كبير من الشبان تم استدعائهم إلى مركز تابع لـ “قسد” في مدينة الطبقة للتحقيق معهم.
وذكر اليعربي أن سبب الاستدعاء، هو إجراء أمني تتبعه “قسد”، يشمل معظم الشباب الواصلين من محافظة إدلب، للتأكد من وثائقهم، وعدم انتماءهم لفصائل الجيش السوري الحر، أو فصائل إسلامية أخرى، مؤكداً في الوقت ذاته أن “قسد” اعتقلت 12 شاباً ولم تطلق سراحهم حتى الآن، بتهمة الانتماء لفصائل معارضة.
هذه الاجراءات أكدّها عبد الله، وهو نازح سوري من معرة النعمان، وصل قبل أيام إلى مدينة الرقة، مشيراً في الوقت ذاته، أن التحقيق يشمل أسئلة حول علاقة الواصلين بأي فصيل، وفحصه في حال كان لديه إصابة سابقة بطلق ناري، والتأكد من المكان الذي ينتمي إليه والسؤال عنه.
وأوضح عبد الله في حديثه لـ”السورية.نت”، أن التحقيق معه استمر لقرابة ساعتين، وكان هناك مجموعة من الشباب القادمين أيضاً من إدلب “ثم أطلق سراح معظمنا بعد التأكد من كوننا مدنيين”.
سلطات متعددة
من جانب آخر، انتقد ابراهيم نجمي، وهو نازح من إدلب، وصل مؤخراً إلى مدينة الباب بريف حلب الشمالي/ تعامل جميع الإدارات والمنظمات الانسانية مع موضوع النازحين.
وأوضح في حديثه لـ”السورية.نت”، أن المنظمات لم تُقم مخيمات جديدة لعشرات آلاف المدنيين الذين نزحوا مؤخراً، لاسيما في ريف حلب الشمالي، كما أن هذه المناطق “يحتاج الإقامة فيها بشكل دائم، للحصول على هوية محلية كما سمعنا، وحالياً لا يتم منحها للنازحين حديثاً من ادلب، وفي مناطق الإدارة الذاتية فنحن ممنوعون من الإقامة أيضاً إلا في المخيمات دون الحصول على بطاقة الوافد وكفالة” .
وتابع نجمي:”هل نحن اليوم أمام دولٍ متعددة لكل منها نظام مختلف؟، هل أصبح ابن ادلب يحتاج لكفيل من ابن حلب؟. وابن الدير يحتاج لكفالة من ابن الرقة ؟ هذه الإجراءات تقتل النازحين..هم يجبرونا على البقاء في الخيم والعراء”.
أعداد النازحين والضحايا المدنيين في المنطقة المنزوعة السلاح منذ توقيع اتفاق سوتشي 17 أيلول/سبتمبر 2018 وحتى 31…
Posted by منسقو استجابة سوريا on Thursday, January 30, 2020
وكان فريق “منسقو الاستجابة” في سورية، قال إن عدد النازحين والضحايا المدنيين في المنطقة منزوعة السلاح، منذ توقيع اتفاق سوتشي (سبتمبر/أيلول 2018) وحتى 31 يناير/كانون الثاني 2020 بلغ نحو (1,695,516) نازح, فيما وثق الفريق مقتل نحو (1,929) مدني بينهم (549) طفلاً خلال نفس الفترة.