نقلت وسائل إعلام موالية للنظام السوري عن مصادر قولها إنه “من المرجح تأجيل الاجتماع الرباعي في موسكو إلى حين حصول دمشق على ضمانات من تركيا”، في خطوة لطالما أثيرت من قبل، ولاسيما مع بدء عملية “بناء الحوار”.
واستبعدت مصادر لم تسمها صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم الاثنين، عقد اجتماع نواب وزراء خارجية سورية وتركيا وروسيا وإيران، والذي من المقرر أن يتم هذا الأسبوع، بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك مؤخراً.
وقالت المصادر: “إن الاجتماع لن يعقد حتى تحصل دمشق على الضمانات، ومنها جدولة انسحاب القوات التركية من سورية”.
ولم يصدر أي تصريح رسمي حتى الآن عن موعد اجتماع نواب وزراء الخارجية بدقة.
لكن وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو ونظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان أشارا قبل أيام إلى أنه سيعقد هذا الأسبوع.
ووصل عبد اللهيان إلى العاصمة أنقرة، وناقش الملف السوري وعملية “بناء الحوار” بين أنقرة ونظام الأسد، ومن ثم اتجه إلى دمشق، والتقى بشار الأسد، ونظيره، فيصل المقداد.
وفي أعقاب اللقاء بين الأسد وعبد اللهيان، قال الأول إن “اجتماعات بناء الحوار مع تركيا يجب أن تستند إلى عناوين وأجندة واضحة”، مضيفاً وفق “سانا”: “يجب أن يكون هنالك تحضير جيد للاجتماعات يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة”.
بدوره اعتبر المقداد أن “الأولويات المشتركة مع إيران كانت وستبقى تتركز حول ضرورة خروج القوات الأجنبية غير الشرعية من سورية، سواء كانت في الشمال الغربي أو في الشمال الشرقي”.
“الدفاع أولاً”
وتم أول اتصال ثنائي رفيع المستوى بين أنقرة ونظام الأسد منذ انطلاقة الثورة، في 28 ديسمبر 2022، بلقاء وزير الدفاع، خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات، حقان فيدان مع وزير دفاع الأسد، علي محمود عباس ورئيس استخباراته، حسام لوقا في موسكو.
وبعد هذا الاجتماع الأول، ظهر اتفاق لتطوير “الحوار التركي السوري” بطريقة تتناول العلاقات السياسية أيضاً.
ونتيجة للاتصالات التي أجريت في يناير/كانون الثاني الماضي، تم وضع خطة لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا للاجتماع في شكل ثلاثي في فبراير/شباط.
لكن هذا الاجتماع تأجل إلى أجل غير مسمى بسبب رغبة إيران في المشاركة في العملية والضغط على الأطراف في هذا الاتجاه، ثم زلزال 6 فبراير الذي ضرب تركيا وسورية.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو قد ناقش عملية بناء الحوار مع النظام السوري ومشاركة طهران مع نظيره الإيراني حسين الأمير عبد اللهيان الذي استضافه في أنقرة، قبل توجهه إلى دمشق.
وقال جاويش أوغلو، في تصريحات للصحافة عقب الاجتماع، إن تركيا وروسيا وإيران تعملان سوياً في عملية أستانة لحل المشكلة السورية، وبالتالي سيكونون سعداء بمشاركة إيران في العملية الثلاثية بين موسكو ودمشق وأنقرة.
كما أعلن تشاووش أوغلو عن إجراء دراسة فنية في موسكو الأسبوع المقبل للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد في المستقبل بصيغة رباعية.
ومن المتوقع أن يمثل نائب وزير الخارجية المعين حديثاً، بوراك أكجابار، تركيا في الاجتماع، الذي من المتوقع أن يعقد بناءً على دعوة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وقال الوزير جاويش أوغلو: “العمل مستمر لوزراء الخارجية. نحن نخطط للقيام بذلك في شكل رباعي”. وأضاف أن “الروس اقترحوا دراسة فنية الاسبوع المقبل استعداداً لاجتماع وزراء الخارجية”.