رد نظام الأسد على تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، حول التطورات الأخيرة المتعلقة بقانون “قيصر” وما سبقه من أزمة اقتصادية غير مسبوقة في سورية.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا”، اليوم الثلاثاء، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة الأسد، أن تصريحات جيفري “تشكل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأمريكية بمسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريين”، معتبراً أن السياسة الأمريكية “ستفشل مجدداً أمام إصرار السوريين على التمسك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية”.
وندد المصدر بـ”قانون قيصر”، الذي سيدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق خلال الشهر الجاري، بقوله إن “تشديد العقوبات هو الوجه الآخر للحرب المعلنة على سورية، بعد ترنح المشروع العدواني أمام الهزائم المتتالية لأدواته من المجموعات الإرهابية”.
وكثف نظام الأسد خلال الفترة الماضية من انتقاده وتنديده بقانون قيصر، الذي ينص على تشديد العقوبات على النظام وداعميه، في وقت تعاني فيه سورية من أزمة اقتصادية رافقها انهيار حاد في قيمة الليرة السورية، وغلاء في الأسواق، وسط تدهور الوضع المعيشي للمواطنين.
وكان المبعوث الأمريكي إلى سورية، جيمس جيفري، علّق الأزمة الاقتصادية السورية بقوله إن “واشنطن ستواصل الضغط على نظام الأسد اقتصادياً، وستستمر بعزله دبلوماسياً، وبفرض العقوبات عليه وعلى داعميه، حتى التوصل إلى حل سياسي في سورية بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 2254 الذي يدعو إلى إجراء انتخابات في البلاد، والبدء بعملية دستورية جديدة”.
وفي تصريحات لجيفري قدمها لمنظمتي “American for free syria” و “Syrian American council”:، أول أمس الأحد، قال: “نحن قدمنا للأسد طريقة للخروج من هذه الأزمة (…) إذا كان الأسد مهتماً بشعبه سيقبل العرض، ونحن على تواصل مستمر مع الروس ومع اللاعبين البارزين والآخرين ومع المعارضة السورية التي يجب أن تبقى موحدة”.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن انهيار قيمة العملة السورية كان إلى حد ما نتيجة الاجراءات التي اتخذتها واشنطن، معتبراً أن “هذا الانهيار دليل على أن روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على تعويم النظام، والذي لم يعد قادراً على إدارة سياسية إقتصادية فاعلة”.
وتشهد سورية أزمة اقتصادية هي الأسوأ التي مرت عليها منذ مطلع أحداث الثورة السورية، حيث يستمر انهيار سعر صرف الليرة السورية في سوق العملات الأجنبية، مسجلاً مع افتتاح سوق اليوم الثلاثاء 3100 ليرة أمام الدولار الواحد، الأمر الذي أثّر على أسعار المواد الغذائية والاحتياجات التي يحتاجها المواطنون بشكل يومي.
وشهدت محافظتي درعا والسويداء مظاهرات شعبية مطالبة برحيل النظام، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والأوضاع المعيشية الصعبة، محملين نظام الأسد المسؤولية.