صعّدت قوات نظام الأسد في قصفها على درعا البلد، في الوقت الذي طالبت فيه منظمة “العفو الدولية” بضرورة فك الحصار عن تلك الأحياء، والمفروض منذ أكثر من شهرين.
وذكرت شبكات محلية من درعا بينها شبكة “نبأ”، اليوم السبت أن قوات الأسد نفذت قصفاً بالهاون والدبابات وبصواريخ “جولان” على الأحياء، منذ منتصف ليل أمس وحتى ساعات الفجر.
وأضافت الشبكة أن القصف استهدف طريق السد والأحياء الأخرى من درعا البلد، موضحةً أن مصدره قوات “الفرقة الرابعة” المتمركزة بكثافة في المنطقة.
ويأتي التصعيد بالقصف بعد خروج دفعتين من مهجري الأحياء، في اليومين الماضيين، إلى مناطق ريف حلب في الشمال السوري.
وجاء أيضاً بعد فشل اتفاق أعلنت عنه اللجان المركزية واللجنة الأمنية التابعة لنظام الأسد، قبل ثلاثة أيام.
وكان الاتفاق يقضي بخروج أشخاص مطلوبين أمنياً، مقابل انسحاب “الفرقة الرابعة” من محيط أحياء درعا البلد، وإحلال مكانها عناصر من “الفيلق الخامس” المدعوم روسياً.
ومن بين الأشخاص الذين يصر النظام السوري على تهجيرهم إلى الشمال السوري: محمد المسالمة الملقب بـ”الهفو”، ومؤيد الحرفوش الملقب بـ”أبو طعجة”.
من جانبها أصدرت منظمة “العفو الدولية” تقريراً، اليوم السبت حضّت فيه نظام الأسد على فك الحصار المفروض على أحياء درعا البلد.
وقالت الباحثة في شؤون سورية بمنظمة العفو الدولية ديانا سمعان إنه “يجب على الحكومة السورية أن ترفع فوراً الحصار، لتسهيل الوصول غير المقيد للمنظمات الإنسانية والسماح بالإجلاء الطبي للمرضى والجرحى”.
ودعت جميع الأطراف إلى “ضمان ممر آمن للمدنيين الراغبين في مغادرة المنطقة”.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن “الحكومة نادراً ما توافق الآن على عمليات الإجلاء الطبي، بينما يخشى العديد من المرضى والجرحى تعرضهم للاحتجاز أو مواجهة أعمال انتقامية إذا دخلوا الأراضي التي يسيطر عليها النظام”.
وتضم أحياء درعا البلد أكثر من 11 ألف عائلة، بينهم عائلات من اللاجئين الفلسطينيين.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية سوءاً، في الأيام الماضية، مع حصار فرضته قوات الأسد على درعا البلد.
وأحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان الثلاثاء نزوح 38,600 شخص إلى مدينة درعا ومحيطها، فرّ معظمهم من درعا البلد.
ويتوزع النازحون، وفق المصدر ذاته، بين نحو 15 ألف امرأة وأكثر من 3200 رجل ومن كبار السن، إضافة الى أكثر من 20,400 طفل.