تشهد محافظة درعا جنوبي سورية تصاعداً في الهجمات التي ينفذها “مجهولون” ضد قوات الأسد، إذ بلغ عددها أربعة منذ بداية العام الجديد 2023، حسب ما رصد موقع “السورية.نت”.
وكانت آخر الهجمات، اليوم السبت، وبينما أصيب المساعد في الأمن العسكري، “عمار رئيف القاسم” بجروح إثر استهدافه بعبوة ناسفة شرقي درعا تعرضت سيارة عسكرية لقوات الأسد لاستهداف بعبوة أخرى في الريف الشمالي.
وينحدر القاسم الملقب بـ”أبو جعفر” من ريف حمص، ويعرف عنه انتهاكاته الكبيرة بحق أهالي محافظة درعا من خلال نصب حواجز طيّارة واعتقال مدنيين ثم ابتزاز ذويهم بدفع أموال طائلة مقابل الإفراج عنهم، حسب “تجمع أحرار حوران”.
في المقابل قال التجمع، اليوم السبت، إن حادثة استهداف السيارة العسكرية شمالي درعا، حصلت على الطريق الواصل بين بلدتي “نمر-سملين”، فيما لم يعرف حجم الخسائر.
وقبل هاتين الهجمتين قتل المقدم في قوات النظام “نسيب نجدت دغمان” والعنصر “علاء شعبان موسى” وأصيب ثالث بجروح، إثر استهداف سيارة عسكرية للنظام بعبوة ناسفة على طريق صيدا الجولان في ريف القنيطرة.
وفي الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي جرح عناصر من قوات الأسد، إثر استهداف حاجز عسكري لقوات النظام بالأسلحة الرشاشة في بلدة سملين شمالي درعا.
ونادراً ما يعلّق النظام السوري على حالة الفلتان الأمني التي تشهدها محافظة درعا جنوبي سورية، منذ سنوات، على الرغم من خضوعها لسلسلة من اتفاقيات “التسوية والمصالحة”.
وتأتي الحوادث المذكورة بعدما شهدت مدينة درعا وبلدات وقرى في ريفها مظاهرات شعبية طالبت بإخراج المعتقلين من سجون الأسد، بينما دعت إلى إسقاط النظام السوري وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل في سورية.
وكان قد سبقتها حوادث أخرى الأيام الأخيرة من العام المنصرم، إذ استهدف مجهولون بعبوة ناسفة، في يوم 29 من ديسمبر/ كانون الأول 2022 سيارة عسكرية لقوات النظام قرب تل الجابية.
كما اغتيل النقيب في قوات الأسد محمد جبور، بمحيط بلدة محجة شمالي درعا، والذي يعتبر مسؤولاً عن “مقتل عدد من أبناء محجة تحت التعذيب”، وهو ضابط أمن “مستودعات الكم” شرق البلدة.
وقتل أيضاً الملازم الملازم في قوات الأسد عامر عدنان حميدوش، وأصيب عنصر بجروح بعد تعرضهما إطلاق نار شرق درعا، في الأسبوع ما قبل الأخير من ديسمبر الماضي.
وتسيطر قوات النظام على معظم محافظة درعا بموجب اتفاقيات “تسوية” أجرتها مع فصائل المعارضة ووجهاء درعا (اللجان المركزية) بوساطة روسية.
وعقب “التسوية”، انقسمت المناطق في المحافظة إلى قسمين، الأول تحت الهيمنة الروسية، المتمثل على الأرض بـ”الفيلق الخامس” والمنتشر في مدينة بصرى وبعض قرى الريف الشرقي لدرعا، ويتصدره القيادي أحمد العودة.
أما القسم الآخر تحت هيمنة أفرع النظام الأمنية، وقواته العسكرية كـ”فرع الأمن العسكري” و”الفرقة الرابعة” و”المخابرات الجوية”، (أي خارج حسابات الروس عسكرياً)، والتي تتركز هيمنتها العسكرية في قرى الريف الغربي والشمالي لدرعا.
وتوثق شبكات ومراصد محلية استهدافات وعمليات اغتيال شبه يومية، تطال مدنيين وعسكريين أو عناصر سابقين في المعارضة، إضافة إلى ضباط وعناصر في قوات الأسد.