انتخابات لبنان.. “حزب الله” يخسر الأغلبية بالبرلمان وظهور لـ”إصلاحيين” جدد
فقد “حزب الله” وحلفائه الأغلبية في البرلمان اللبناني خلال الانتخابات العامة التي جرت قبل يومين، ما اعتبره كثيرون ضربة كبيرة للحزب الذي كان يمتلك أغلبية مقاعد البرلمان منذ سنوات.
وذكرت وكالة “رويترز”، اليوم الثلاثاء، أن “حزب الله” والمتحالفين معه، ممن يؤيدون حيازته للسلاح، حصلوا على نحو 62 مقعداً، من أصل 128 في البرلمان، مقارنة مع الأغلبية التي حصدوها عام 2018، عندما فازوا بـ 71 مقعداً.
وأظهرت النتائج، احتفاظ “حزب الله” وحليفته “أمل”، الحركة الشيعية التي يتزعّمها رئيس البرلمان المنتهية ولايته نبيه برّي، بكامل المقاعد المخصّصة للطائفة الشيعية (27 مقعداً) في البلاد، بينما خسر حلفاؤهم مقاعد في دوائر عدّة.
وفي أول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي المدمر في لبنان، وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، حصد سياسيون إصلاحيون جدد 12 مقعداً، وهو ما يمثل تطوراً كبيراً مفاجئاً في نظام لطالما هيمنت عليه نفس الجماعات.
وتعليقاً على نتائج الانتخابات، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن الانتخابات “أظهرت وبوضوح رفض الشارع اللبناني والإسلامي لحزب الله”.
رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة لـ"#العين_الإخبارية": الانتخابات أظهرت وبوضوح رفض الشارع اللبناني والإسلامي لحزب الله#عينك_على_العالم#انتخابات_لبنان #لبنان@SinioraFuadhttps://t.co/5cHtQmq2dI
— العين الإخبارية (@alain_4u) May 17, 2022
وحققت أحزاب معارضة لـ “حزب الله”، بما في ذلك “القوات اللبنانية”، مكاسب خلال الانتخابات، وقالت “القوات” إنها تجاوزت “التيار الوطني الحر” المتحالف مع “حزب الله”، كأكبر حزب مسيحي منفرد في لبنان.
وبحسب تقرير “رويترز”، فإن النتائج تركت البرلمان منقسماً إلى عدة معسكرات، لا يتمتع أي منها بأغلبية مطلقة، مما يزيد من احتمالات الشلل السياسي والتوترات، التي قد تؤخر الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها لإخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي.
ومن بين النتائج، خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع “حزب الله”، طلال أرسلان، والمتحالف مع نظام بشار الأسد، مقعده لصالح الوافد الجديد، كما خسر حليف الأسد، وئام وهاب مقعده أيضاً.
وأظهرت النتائج النهائية أن من بين حلفاء “حزب الله” الذين خسروا مقاعدهم، السياسي السني فيصل كرامي، كما أظهرت فوز لوائح المعارضة المنبثقة عن المظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية، بـ13 مقعداً على الأقل.
ولم يتول أي من الفائزين من هؤلاء مناصب سياسية في السابق، وباستطاعتهم اليوم تشكيل كتلة موحدة في البرلمان، مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية.
والانتخابات النيابية اللبنانية هي الأولى بعد انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وبعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة، وانفجار مروّع في 4 آب/أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، أودى بحياة أكثر من 200 شخص، ودمّر أحياء من العاصمة.
وحمّل منتقدو “حزب الله”، الذي كان يمتلك أغلبية في البرلمان على مدار السنوات الأربع الماضية، الحزب مسؤولية الانهيار الاقتصادي في البلاد، في حين تملص الفريق السياسي المدعوم إيرانياً من المسؤولية مراراً، مدعياً أن الفساد المتفشي بين خصومه السياسيين، هو السبب الرئيسي للانهيار.