انتهاكات وسوء إدارة لمخيمات “الروج” و”الهول” تودي بحياة أطفال ونساء
أموال لبناء السجون لا للمحاكمة
تحدثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير حديث، عن سوء إدارة مخيمي “الهول” والروج” من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والانتهاكات التي يتعرض لها المقييمين هناك.
وقال موظفون وعمال إغاثة ومعتقلون، بحسب تقرير المنظمة الصادر الخميس الماضي، إن أطفالاً في المخيمات، ماتوا نتيجة غرقهم في حفر الصرف الصحي وحرائق المخيمات، ودهسهم بشاحنات نقل المياه، وأمراض يمكن علاجها.
واستندت “هيومن رايت ووتش في تقريرها، إلى شهادات 63 أجنبياً مشتبه بانتمائهم إلى “تنظيم الدولة” وأفراد عائلاتهم في المخيمات والسجون ومراكز الاعتقال.
إضافة إلى 44 من موظفي ومديري المخيمات وعمال الإغاثة ومراكز الاحتجاز والمسؤولين الحكوميين/ وأقارب معتقلين وقاطنين في المخيمات في بلدانهم الأصلية.
المعلومات والبيانات جمعتها المنظمة منذ أيار / مايو 2022.
متى تأسس “الروج” والهول”
يقع مخيم “الهول بريف الحسكة الشرقي، وبني في التسعينات لإيوواء لاجئين عراقيين، لكنه توسع بعد المعارك ضد “تنظيم الدولة” في سورية والعراق، وأصبح يضم مدنيين نزحوا بسبب المعارك وعائلات عناصر التنظيم بعد القضاء على آخر معاقله في سورية عام 2019 والعراق عام 2017.
ويقع مخيم الروج شمال الرقة، حيث أنشأ عام 2015 لإيواء النازحين الفارين من المعارك ضد “تنظيم الدولة”، سواء من السوريين أو الإيزيديين من العراق.
تحول “الروج” أواخر 2017، إلى مركز لاحتجاز عائلات متهمة بالارتباط بالتنظيم منهم مدنيين كانوا يعيشون في مناطق التنظيم.
إلى ماذا توصلت المنطمة
ووجدت المنظمة من خلال البحث وجمع المعلومات أن:
- الخدمات الطبية تقلصت في “الهول و”الروج”، كما أن الرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى والتعليم والترفيه للأطفال كانت غير كافية على الإطلاق.
- قالت ثلاث نساء إن أطفالهن احتاجوا لعمليات جراحية وكان يجب عليهن أن يدفعوا هم التكلفة، والحراس أخروا أو رفضوا طلبات إحضار النساء أو الأطفال المصابين بأمراض خطيرة أو المصابين إلى المستشفيات لرعاية الطوارئ، وبعضهم مات.
- وصول المساعدات الإنسانية مُقيد، ومنعت إدارة المخيم في بعض الأحيان أقسام في المخيم من الذهاب لسوق المخيم، ومنعت عنهم المساعدات لفترات محددة.
- عملت الأمهات لحماية أطفالهن في المخيم من حراس المخيم والاعتداء الجنسي ومجندي “داعش” والقتلة، على إخفاء أطفالهن في محاولة منهن لإبعادهم عن هذه المخاطر.
- اعتقلت نساء من قبل حرس المخيم لأسابيع وشهور في مراكز اعتقال، وتعرضوا لإساءة جسدية في بعض الحالات (منها الصعق بالكهرباء)، وتُرك الأطفال لوحدهم لإعاله أنفسهم.
- اعتقل حرس المخيم مراهقين ونقلوهم لمراكز احتجاز، وفقدوا الاتصال بأقاربهم لسنوات وشهور.
- لم يجر للأجانب في المخيمات محاكمات أمام سلطة قضائية في شمال شرقي سورية، لتحديد قانونية احتجازهم، “مما يجعل اعتقالهم تعسفياً وغير قانوني”.
- قالت امرأتان إنهما تعرضتا للاغتصاب من رجال ملثمين يعتقد أنهم من حرس المخيم (نقل المعلومة عامل إغاثة)، كما اغتصبَ رجل أحد الأطفال.
إحصائيات حول قاطني المخيمات والمعتقلين
أعادت 34 دولة منذ العام 2019، أكثر من ستة آلاف أجنبي إلى بلادهم، بينهم أربعة آلاف عراقي، بحسب إحصائيات “الإدارة الذاتية” وهيئة إدارة المنطقة وجهات اتصال أخرى.
وعمليات استعادة قاطني المخيمات من قبل الدول الأجنبية زادت خلال العام الحالي، بواقع 3100 شخص.
ومقابل كل شخص أعيد إلى المنزل من المخيمات، بقي سبعة أشخاص في “ظروف غير معقولة” معظمهم من الأطفال.
تضم مخيمات “الهول والروج” 37 ألفاً و400 أجنبي، بينهم 27 ألفاً و300 عراقي، وحوالي 18 ألفاً و200 سوري، معظمهم من النساء والأطفال.
تحتجز “قسد” في سجونها حوالي عشرة آلاف رجل وطفل من بينهم 700 معتقل دون 18 عاماً، ومئات اعتقلوا منذ أن كانوا دون 18 عاماً.
يتوزعون على عدة جنسيات، خمسة آلاف سوري وثلاثة آلاف عراقي وألفين من جنسيات مختلفة (أكثر من 20 جنسية).
قتل في مخيم الهول منذ بداية العام الحالي حتى منتصف الشهر الماضي، 42 شخصاً بينهم 22 امرأة وأربعة أطفال، وخلال العام 2021 قتل 83 شخصاً.
توفي أو قتل خلال الأعوام 2019 و2020 و2021، في مخيم الهول 972 شخصاً.
الملايين تُنفق على السجون
تنفق دول التحالف الدولي، ملايين الدولارات على بناء وصيانة السجون، لكن الحكومات لم تتخذ خطوات لإجراء محاكمات لمعتقلي “داعش” في سجون “قسد”.
أنفق الجيش الأمريكي155 مليون دولار خلال 2022، وطلب 183 مليون للعام 2023، على تدريب وتجهيز “قسد” و”أساييش” (الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية) وحماية مخيم الهول وبناء السجون وتجديدها وصيانتها.
وأنفقت المملكة المتحدة ما لا يقل عن 20 مليون دولار على بناء سجن جديد يسمى “بانوراما” في الحسكة.