انخفاض درجات الحرارة يفاقم أزمة مواد التدفئة في إدلب
مع استمرار انخفاض درجات الحرارة في منطقة شمال غربي سورية في الثلث الأخير من شهر مارس/آذار، يجد السوريون في إدلب مشقة بالغة في تأمين مواد التدفئة في ظل انقطاعها وارتفاع سعرها بشكل ملحوظ.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت مواد القشور “الفستق والبندق” انقطاعاً ملحوظاً في السوق المحلية، مع زيادة الطلب الكبير عليها.
القشور.. غلاء وانقطاع
شهدت قشور الفستق والبندق التي يعتمد عليها الأهالي بصورة كبيرة في التدفئة، انقطاعاً ملحوظاً خلال الشهر الجاري، الأمر الذي ساهم في إحداث طوابير على محال بيع القشور في القرى والبلدات.
يقول أبو حسام، وهو بائع قشر فستق في ريف إدلب، إنّ “أزمة القشور التي شهدتها المنطقة هي نتيجة الطلب الكبير على المادة وتوقف الموردين عن تزويد الباعة والتجّار”.
ويضيف في حديث لـ”السورية.نت”، إنّ “الطلب الكبير إلى جانب احتكار بعض الموردين للمادة لأيام، يساهم في أزمات انقطاع متقطعة كل فترة، خلال الشتاء، وهي تشتدّ عند الطلب الكبير وأيام البرد، كما حدث خلال الأيام القليلة الماضية”.
ويوضح أبو حسام أنه بات يعتمد “على التسجيل القبلي للزبائن نتيجة الطلب الكبير”.
وارتفعت أسعار القشور للكيلو الواحد أكثر من ليرتين تركيتين ليصل الكيلو إلى حوالي 4 ليرة تركية ونصف، الأمر الذي دفع أهالٍ إلى الاتّجاه نحو وسائل تدفئة أخرى.
في هذا السياق، يوضح أحمد رحال، وهو بائع مواد تدفئة، لـ”السورية.نت” إنّه “خلال أزمة انقطاع قشور الفستق، رفع عدد من الباعة أسعار كيلو القشور إلى 6 ليرات، مستغلين أزمة شح القشور في الأسواق”.
ويضيف: “الانقطاع فتح المجال أمام المستغلين إلى رفعها من سعر 3 ليرة تركية ـ سعرها القديم ـ إلى ضعف الرقم، في حين أن البعض اقتنع وباع ضمن الربح المعقول ولم يتجاوز حاجز 4 ليرة تركية”.
وتعتبر معظم القشور المستخدمة في التدفئة شمال غربي سورية، إيرانية المنشأ أو تركية، تدخل عبر المعابر الحدودية مع تركيا.
الحطب..عواقب التجفيف
يجد فراس أبو محمود، من سكان بلدة حزانو شمالي إدلب، أنّ “اللجوء إلى الحطب بديلاً عن القشور في وقتٍ متأخر من الشتاء، خياراً صعباً لكن مع انقطاع القشور صار الأمر مفروضاً لإكمال ما تبقى من الشتاء”.
ويقول في حديثٍ لـ”السورية.نت”، “خلال فترة انقطاع قشر الفستق اشتريت كيساً من حطب الزيتون لكن لم يكن مجففاً بشكل مناسب ما صعّب مهمة تشغيله، وهي أحد عواقب شراء الحطب خلال الشتاء، بدل تجهيزه من الصيف”.
كان أبو محمود واحداً من كثيرين اضطروا للاعتماد على الحطب بدل القشور خلال فترة انقطاعها.
ويتراوح كيلو الحطب في الأسواق المحلية بين 3 إلى 4 ليرات تركية، حسب نوع الحطب.