انسحاب مفاجئ يضع قرى جنوبي حلب بيد قوات الأسد
سيطرت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مساحات واسعة من ريف حلب الجنوبي، بعد انسحاب مفاجئ لفصائل المعارضة من مواقعها، في الساعات الماضية.
وذكرت وسائل إعلام نظام الأسد اليوم الأحد، أن قوات الأسد سيطرت بشكل كامل على بلدة العيس الاستراتيجية وتلتها، إضافةً إلى قرى: بانص، رسم الصهريج، رسم العيس، جب كأس، أم عتبة، تل باجر، كوسنيا، البوابية.
وقالت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، إن توسّع سيطرة قوات الأسد في جنوبي حلب فتح الباب أمام التقاء محور ريف إدلب الشرقي مع ريف حلب الجنوبي في بلدة العيس.
وبحسب الصحيفة، فإن قوات الأسد وفي أثناء تقدمها جنوبي حلب، حاصرت النقطة التركية في تلة العيس، لتكون سادس نقطة تركية محاصرة.
ولم تعلن فصائل المعارضة بشكل رسمي الانسحاب من القرى التي سيطرت عليها قوات الأسد جنوبي حلب حتى الآن.
وتخضع معظم مناطق الريف الجنوبي لحلب لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، والتي كانت تتمركز بشكل كبير في منطقة العيس، وخاصة التل الاستراتيجي، الموجود فيها.
وأكدت مصادر عسكرية من ريف إدلب لـ”السورية.نت” أن دخول قوات الأسد إلى ريف حلب الجنوبي، جاء بعد انسحاب مفاجئ وغير مفهوم لفصائل المعارضة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الأسد اقتربت من السيطرة على كامل المناطق الموجودة شرق الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب في الريف الجنوبي لحلب، وصولاً إلى الريف الغربي.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية تحاول قوات الأسد حالياً السيطرة على ما تبقى من المناطق الموجودة بيد فصائل المعارضة على الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، والتي تتمثل بمنطقة الراشدين غربي حلب، وصولاً إلى منطقة خان طومان.
وكانت قوات الأسد قد وسّعت من سيطرتها في الأيام الماضية في الريفين الجنوبي والشرقي لإدلب، حيث سيطرت على مدينة سراقب الاستراتيجية، والقرى المحيطة بها على الجانبين الشرقي والغربي.
وجاء ما سبق على وقع دخول الأرتال الضخمة للجيش التركي إلى محافظة إدلب، والتي تمركزت في عدة مواقع، دون وضوح الهدف الذي تسعى من ورائه أنقرة.
انسحاب مفاجئ -غير مفهوم- من مناطق واسعة وتلال استراتيجية (أهمها العيس) في ريف حلب الجنوبي أمس، حيث كانت تسيطر هيئة تحرير الشام، رغم دفاعهم بقوة عن خلصة سابقاً.
النظام بات على مسافة أقرب من الطريق الدولي M5، ويضع ريف حلب الغربي في خطر أكبر pic.twitter.com/kRormjlyCo— أحمد أبازيد (@abazeid89) February 9, 2020
ما أهمية العيس؟
وتعتبر تلة العيس، التي سيطرت عليها قوات الأسد من أعلى المرتفعات في ريف حلب الجنوبي، وتتوسط في موقعها بين ثلاث تلال بينها تلة السيرياتل.
ويحيط بها من الغرب منطقة الإيكاردا، والبرقوم من الشمال الغربي، ومنطقة بانص وحوير العيس من المنطقة الجنوبية، بينما تقع في جهتها الشمالية قرية برنة.
وتشرف التلة بشكل كامل على المناطق المحيطة بها سواء في نفوذ قوات الأسد أو فصائل المعارضة، وتكشف على نحو كامل الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية تمكّن العيس أي طرف عسكري يسيطر عليها من تجميد خطوط الجبهات المحيطة، عن طريق استهدافها سواء بالمدفعية الثقيلة أو الرشاشات.
وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت على العيس في آذار 2016 الماضي، بعد هجوم شارك فيه كل من “جند الأقصى” سابقاً، “جبهة النصرة”، “جبهة أنصار الدين”.
وبعد السيطرة عليها تحولت عمليات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية في محيطها من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع.