هوى سعر برميل النفط الأمريكي إلى مستويات لم يسبق وأن وصل لها في التاريخ، وذلك خلال تعاملات اليوم الاثنين، بأكثر من 94%.
وذكرت وكالة “رويترز” اليوم الاثنين، أن عقود الخام الأمريكي الآجلة هوت بنسبة 94% وبلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل.
وبحسب الوكالة يعود هذا المستوى الذي سجله الخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” الأدنى في التاريخ.
ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم إن هذا الهبوط يرتبط بتراجع الطلب على الخام بسبب انتشار فيروس “كورونا”، واقتراب مستودعات النفط الأمريكية من الامتلاء.
وتتزايد كميات الخام المخزونة في الولايات المتحدة، لا سيما في كاشينغ، حيث نقطة التسليم لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي في أوكلاهوما، مع تقليص المصافي أنشطتها في مواجهة الطلب الضعيف.
وكانت أسواق النفط، في الأسابيع الأخيرة، قد تراجعت لأدنى مستوياتها منذ نحو 20 عاماً، وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في العالم أجمع، والتي تؤثّر بشدّة على الطلب، مع شلل الاقتصادات العالمية.
وبحسب محلل الشؤون النفطية القطري، أحمد النعيمي فإن المخزون الأميركي من النفط اقتربت من حدودها القصوى، حيث تم تخزين 19 مليون برميل في أسبوع واحد فقط، وهذا ما جعل الخام الأميركي ينزل إلى أقل من 15 دولاراً للبرميل، قبل أن يواصل خسائره.
وأضاف النعيمي في تصريح لقناة “الجزيرة”، اليوم، أن حجم المخزون الموجود على متن الناقلات يبلغ 160 مليون برميل في الوقت الحالي، وهو حجم كبير جداً يزيد تخمة المعروض في الأسواق.
لماذا انخفضت الأسعار؟
وبحسب محلل الشؤون النفطية فإن أسعار النفط تتعرض لضغوط كبيرة من حيث الطلب والعرض في آن واحد، وهذا لم يحصل من قبل.
فأسعار النفط، حسب المحلل، ستبقى تحت رحمة التراجع الكبير للطلب، خاصة من الصين أكبر مستهلك للخام في العالم، بسبب تداعيات فيروس كورونا على النشاط الاقتصادي العالمي من جهة، ومن جهة أخرى وجود مخزون كبير سواء في البر أو الناقلات التي تطفو فوق البحار، بالإضافة إلى ضعف الطلب من قبل مصافي التكرير.
وأكد محلل الشؤون النفطية أن المتعاملين في الأسواق يراقبون عن كثب تطور الإنتاج (العرض) من جانب المنتجين، وتطور الطلب من جانب المستهلكين، وهذا ما يفسر حذرهم في الوقت الحالي.
واعتبر أن أبريل/نيسان الحالي سيكون بمثابة فترة ترقب لما سيؤول إليه تنفيذ التزامات اتفاق دول “أوبك بلس” ومنتجين آخرين، على رأسهم الولايات المتحدة، اعتبارا من مايو/أيار المقبل.