اتخذت حكومة نظام الأسد تحركين في الأيام الماضية، في طريق التسهيل اللامتناهي لعمليات الاستيراد من إيران.
وكان التحرك الأول في السادس من يونيو/حزيران الحالي، حيث ذكرت وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد أن وفداً من مؤسسة “إتكا” الإيرانية أجرى سلسلة جولات للأسواق السورية، من أجل توقيع اتفاقيات وشراكات تبادل تجاري.
وتتبع مؤسسة “إتكا” لوزارة الدفاع الإيرانية، ويديرها عيسى رضائي وهو مدير مخضرم للشركات التي يملكها “الحرس الثوري” الإيراني، بحسب ما رصد موقع “السورية.نت”.
وقال مدير عام “المؤسسة السورية للتجارة”، أحمد نجم حينها: “تدور حول إمكانية إنشاء شركة سورية إيرانية تجارية مشتركة مع مؤسسة إتكا الإيرانية لتبادل المنتجات وإحداث مركز تجاري في دمشق لعرض المنتجات الإيرانية”.
أما التحرك الثاني الذي أقدمت عليه حكومة نظام الأسد فجاء من جانب “اتحاد غرف التجارة السورية“، في الرابع والعشرين من الشهر الحالي.
ونشر الاتحاد بياناً عبر “فيس بوك” مدد فيه إعفاء مستوردات القطاع العام القادمة من إيران إلى سورية من الرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن ذلك سيكون اعتباراً من بداية يوليو/تموز المقبل وحتى أواخر العام الحالي.
وقبل أيام كانت منظمة “التنمية التجارية الإيرانية” قد أعلنت ارتفاع قيمة الصادرات من إيران إلى سورية بنسبة 73% خلال الشهر الماضيين.
ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية، الأسبوع الماضي، عن المسؤولة في المنظمة، سهيلا رسولي نجاد، قولها إن “قيمة الصادرات إلى سورية نمت بنسبة 73% في الشهرين الأوليين من السنة المالية الجارية، فترة 21 مارس/آذار حتى 20 مايو/أيار 2021”.
وبلغت قيمة الصادرات إلى سورية، بحسب رسولي نجاد، 49 مليون دولار أمريكي، وكانت قطعات غيار التوربينات البخارية أهم السلع المصدرة بواقع 30 مليون دولار.
ومن أهم السلع الإيرانية المصدرة إلى سورية أيضاً، هي “موصلات الكهرباء وقضابين الحديد أو الصلب وحليب الأطفال”.
وسعت إيران إلى تقديم الدعم الاقتصادي لحليفها في سورية إلى جانب الدعم العسكري، وخاصة بعد الانهيار الحاد الذي عاناه الاقتصاد السوري.
ويستورد نظام الأسد معظم الحاجات الأساسية من إيران وروسيا، مثل المحروقات والقمح.
وتأتي التحركات الحديثة التي اتخذتها حكومة الأسد ضمن المساعي لاستكمال توقيع الاتفاقيات الاقتصادية مع إيران، والتي تركزت في السنوات الماضية في قطاع النفط والكهرباء وقطاعات أخرى حيوية.
وكان رئيس الغرفة التجارية الإيرانية السورية المشتركة، كيوان كاشفي، أعلن قبل أشهر، عن تدشين مركز “إيرانيان” التجاري في العاصمة دمشق.
وأشار كاشفي حينها إلى أن المركز يقع في المنطقة التجارية الحرة في قلب دمشق على مساحة 4 آلاف متر مربع، لافتاً إلى وجود 24 شركة ايرانية في المركز ومزاولتها للأنشطة التجارية.