شنّت قوات الأسد حملات دهم وتفتيش في قرى وبلدات ريف درعا الغربي، بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإلزامية أو من الرافضين لاتفاق “التسوية”، الذي يحكم مناطق الجنوب السوري كاملاً.
وذكرت شبكات محلية من درعا، بينها مؤسسة “نبأ”، اليوم السبت، أن حملات الدهم والتفتيش طالت بلدات تل شهاب والمزيريب واليادودة والمناطق المحيطة بها.
وأضافت المؤسسة المحلية أن رتلاً عسكرياً مشتركاً من “الفرقة الرابعة” وفرع “الأمن العسكري” توغّل في بلدة تل شهاب الحدودية مع الأردن بريف درعا الغربي، ظهر اليوم.
وأشارت إلى أن حملة الدهم طالت عدد من المنازل، بحثاً عن مطلوبين من المعارضين السابقين الرافضين لاتفاق “التسوية”.
ومنذ قرابة شهرين تشهد قرى وبلدات الريف الغربي لدرعا توتراً أمنياً وعسكرياً، تمثل بحملات مداهمة من جانب قوات الأسد، واغتيالات طالت قياديين بارزين كانوا يعملون مع فصائل المعارضة سابقاً.
وتأتي حملات الدعم والتفتيش بعد اجتماعات عدة عُقدت، في الأيام الماضية، بين ممثّلين عن اللجنة المركزية وضباط من “الفرقة الرابعة”، لتنسيق إرسال مجموعات مسلحة من المنضمين لقوات الأسد إلى جبهات ريف إدلب.
وحسب مؤسسة “نبأ” فإن القيادي في “الفرقة الرابعة”، غياث دلا تحدث خلال الاجتماعات عن احتمالية شن حملة “تمشيط” في مناطق غرب درعا، بحثاً عن مطلوبين لم يخضعوا لاتفاق التسوية.
وتشهد محافظة درعا حوادث اغتيال منذ أغسطس/ آب عام 2018، حين وقّع مقاتلون معارضون اتفاق “تسوية” مع النظام، حيث طالت الاغتيالات بشكل رئيسي عناصر “التسوية”، إلى جانب اغتيال بعض العسكريين التابعين لقوات الأسد.
ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال في محافظة درعا، أو الاستهدافات التي تطال القوات الروسية وقوات الأسد، وسجلت جميعها ضد “مجهول”.
إلى جانب ذلك، تشهد المحافظة أيضاً حالة توتر بين ريفيها الشرقي والغربي، حيث انقسمت المنطقة عقب اتفاق التسوية إلى قسمين، الأول تحت الهيمنة الروسية، المتمثل على الأرض بـ “الفيلق الخامس”، والمنتشر في مدينة بصرى وبعض قرى الريف الشرقي لدرعا، بقيادة القيادي أحمد العودة.
أما القسم الآخر تحت هيمنة أفرع النظام الأمنية، وقواته العسكرية كـ”فرع الأمن العسكري” و”الفرقة الرابعة”، (أي خارج حسابات الروس عسكرياً)، والتي تتركز هيمنتها العسكرية في قرى الريف الغربي والشمالي لدرعا.