بأيادي طلبة.. مركز طبي لدعم النازحين ومتضرري الزلزال بإدلب (صور)
في بيتٍ صغير غير مجهّز، يتوسط مخيم “كويرس” بمدينة أرمناز شمال غربي إدلب، أسس طلبة جامعيون من مختلف الأفرع الطبية، مركزاً صحياً، كمبادرة لتخديم السكان المتضررين من الزلزال، ومخيمات النازحين.
وتطوع 9 طلبة من تخصصات طبية وإدارية مختلفة، مع اشتداد كارثة الزلزال في إدلب، لتقديم خدمات طبية في مدن أرمناز وسلقين وحارم وغيرها من المناطق المتضررة.
ومع مرور 3 أشهر على الكارثة، بدأ المتطوعون بتجهيز نقطة طبية تقدم خدمات ثابتة، وسط إمكانيات شحيحة، صعّبت مهمة المضي في المبادرة، وفقاً للقائمين عليها.
“استجابةً للزلزال”
محمد نداف، طالب جامعي، ومؤسس المبادرة، يقول لـ”السورية.نت”، إنّ “الفكرة انطلقت مع بدء أزمة الزلزال”.
مضيفاً أنها تبلورت “حين ركبنا سيارة كبيرة وبدأنا بالتجوّل ضمن مراكز الإيواء، لتقديم مساعدات إنسانية وأخرى طبية”.
ويضيف: “أعلنت في اليوم الأول عن إطلاق المبادرة، وتواصل معي عدد من الطلبة الجامعيين من مختلف الاختصاصات الطبية”.
ومن بين تلك الاختصاصات: الطوارئ والأسنان والصيدلة والتمريض والعلاج الفيزيائي.
ويشير نداف إلى أنّ “متطوعي المبادرة ـ وأنا منهم ـ وصلنا مخيماً للنازحين في مدينة أرمناز، استقبل متضرري الزلزال”.
وتابع: “تفاجأنا بكمّ كبير من الحالات التي تحتاج إلى عناية طبية، سواء من الرعب أو إصابات وحروق وغيرها”.
ومن هنا انطلقت فكرة إنشاء النقطة الطبية، يقول نداف.
ومنذ ذلك التاريخ، افتتح محمد ورفاقه المتطوعون، نقطة طبية متواضعة في المخيم، بإمكانيات بسيطة يقول إنها: “مكوّنة فقط من جهاز رزاز وضغط وسكر وسرير وحاملة سيروم وبعض الأدوية”.
ويعتبر محمد أنّ “شح الدعم المقدّم للمبادرة، هو أكثر ما يواجه عملنا، إذ التمويل فردي وشخصي، إلى جانب بعض التبرعات”.
ويتابع: “نحتاج اليوم بالدرجة الأولى إلى كميات من الأدوية، لتخديم المخيم والاستجابة للحالات المرضية”.
مبيناً أنّ “أسعار الأدوية بشكل عام، غير مناسبة لحال سكان المخيمات، لذلك نحاول توفيرها بصورة مجانية”.
ريف حلب..نشاطات وبرامج دعم لمنكوبي الزلزال مع اقتراب العيد
“المبادرة جزء من مشواري التطوعي”
محمد رحمون، تخصص طب طوارئ، وهو المدير الطبي للنقطة الطبية، يقول لـ”السورية.نت” إنه تطوع بالمجال الطبي منذ عام 2011، إلى أن تخرج من جامعة إدلب وحصل على شهادة أكاديمية.
ويعتبر رحمون أنّ مشاركته مع الطلبة الجامعيين في المبادرة، هي “جزء من مشواري التطوعي الذي بدأته منذ أكثر من 12 عاماً في مستشفيات مدينة سراقب التي أنحدر منها، وتطوّعي في غرفة العمليّات”.
ويضيف لـ”السورية.نت”: “نقدم خدمات ضمن الإمكانيات المتوفرة، وغير المعقّدة، والتي لا تحتاج لأخصائيين، بينما الحالات الأخرى ندفع بها نحو المستشفيات والمستوصفات القريبة”.
ونوه إلى أنّ طبيعة موقع النقطة الطبية وسط المخيم، جعل من الأمراض الجلدية وحالات السخونة، إلى جانب الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والسكّري، الأكثر إقبالاً.
“ريّحوني والله”
وفّرت النقطة الطبية الكثير من الخدمات الدورية لسكان المخيم، بحسب ما تقول السيدة خيرية مخزوم.
وتردف: “ريحوني كتير والله، الله يجزيهم الخير”.
وتعاني السيدة خيرية المهجّرة من مدينة حلب، من ضغط الدم والسكّري، وتضطر بشكل دوري إلى قطع مسافات طويلة إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات الدورية.
وتضيف لـ”السورية.نت” أن “النقطة الطبية كانت ضرورية للمخيم منذ فترة طويلة، واليوم نتخوف من أن تضطر للإغلاق بسبب غياب الدعم”.