تتجه الأنظار نحو الزيارة التي سيجريها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى الصين غداً الخميس، على اعتبار أنها الأولى له منذ عام 2011، والثانية منذ وصوله للحكم في سورية.
وكانت “رئاسة الجمهورية” أعلنت عبر معرفاتها الرسمية، أمس الثلاثاء، أن الأسد سيتجه إلى الصين غداً الخميس، برفقة زوجته أسماء، تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأضافت أن الطرفين سيعقدان قمة سورية- صينية، إلى جانب فعاليات سياسية واقتصادية وجولات عمل، وفق البيان.
زيارة ثلاثية الأبعاد
صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، نقلت عن “مصادر متابعة” أن الأسد وزوجته سيصلان إلى مدينة هانغتشو الصينية، غداً الخميس.
ويبدأ برنامج الزيارة بعقد لقاء مع الرئيس الصيني، ثم حضور حفل افتتاح الدورة 19 من الألعاب الآسيوية التي ستقام في مدنية هانغتشو، السبت المقبل.
ويتزامن حضور الأسد الافتتاح مع إعلان “الاتحاد السوري لكرة القدم” التابع للنظام، اعتذاره عن المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية، المقرَّرة في مدينة هانغتشو الصينية.
وقال الاتحاد في بيان له قبل أيام إن الانسحاب يتعلق بـ “وضعية لاعبي المنتخب وجاهزيتهم، وبسبب رفض اللجنة المنظمة للألعاب الآسيوية أي تعديل على أسماء اللاعبين الذين جرى رفعهم مسبقاً”.
وبعد حضور افتتاح الألعاب الآسيوية، سينتقل الأسد، وفق صحيفة “الوطن”، إلى العاصمة بكين للقاء كبار المسؤولين الصينيين وبحث التعاون الاقتصادي.
وأضافت “الصين تولي اهتماماً خاصاً لزيارة الرئيس الأسد المرتقبة، حيث سيكون له عدة نشاطات سياسية واقتصادية تهدف إلى تطوير العلاقات بين البلدين الصديقين”.
وأردفت: “زيارة الرئيس الأسد إلى الصين تأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات سياسية كبرى هدفها وضع حد للهيمنة الأميركية على العالم، وبدء ولادة تكتلات سياسية واقتصادية جديدة”.
ومن المقرر أن يرافق وفد سياسي واقتصادي الأسد في زيارته للصين، دون الكشف عن أسماء المرافقين.
وكانت الزيارة الأخيرة والوحيدة التي أجراها بشار الأسد للصين تمت عام 2004، في وقت كان النظام السوري يواجه فيه ضغوطاً أمريكية بسبب غزو العراق.
الصين وتعزيزات الشرق الأوسط
تعليقاً على الزيارة، قالت وكالة “اسوشيتيد برس” الأمريكية، إن الصين تعمل على توسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط بعد التوسط في اتفاق في مارس/آذار بين السعودية وإيران.
وأضافت في تقرير لها، أمس الثلاثاء، أن بكين تواصل دعم الأسد في الصراع السوري الذي أودى بحياة نصف مليون شخص وترك أجزاء كبيرة من البلاد في حالة خراب.
وبحسب الوكالة “يمكن للصين أن تلعب دوراً رئيسياً في المستقبل في إعادة إعمار سورية، والتي من المتوقع أن تكلف عشرات المليارات من الدولارات”.
مشيرة إلى أن النظام السوري انضم العام الماضي إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، التي تعمل بكين من خلالها على توسيع نفوذها في المناطق النامية من خلال مشاريع البنية التحتية.
ورغم غيابها عن المشهد العسكري، تعتبر الصين من الدول الداعمة للنظام السوري منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضده عام 2011.
وتركز الدعم الصيني للنظام ضمن المسارين السياسي والاقتصادي.
إذ استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ثماني مرات لوقف القرارات ضد نظام الأسد، آخرها في يوليو/تموز 2020.
كما تنسق السلطات الصينية بشكل وثيق مع أجهزة الأمن التابعة للنظام، بشأن وجود آلاف المقاتلين الصينيين المتمركزين في سورية، معظمهم في إدلب الخارجة عن سيطرة النظام، شمال غرب سورية.
يشار إلى أن الأسد أجرى خلال السنوات القليلة الماضية زيارات خارجية عدة، ضمن توجه بعض الدول للتطبيع معه، ومن بينها الإمارات والسعودية، إلى جانب زياراته لروسيا وإيران وسلطنة عمان.