أعلن السياسي القومي، سنان أوغان دعمه للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
ورغم توقع الكثير من المراقبين لهذه الخطوة، إلا أن الكشف عنها رسمياً انعكس بكثيرٍ من القراءات قبل ستة أيام من الاستحقاق المنتظر.
ودعا أوغان في بيان مصور، اليوم الاثنين أنصاره لدعم أردوغان، منتقداً أداء المعارضة التركية وأنها “لم تلبي رغباته”.
وقال: “لقد ألغينا مكانة حزب الشعوب الديمقراطي باعتباره الشخصية الرئيسية في الانتخابات”، وإن “تحالف الأمة فشل في تأمين أغلبيته البرلمانية وفقد عامل الاستقرار”.
ولذلك تابع أوغان: “أطلب من ناخبينا الذين صوتوا لنا في الجولة الأولى التصويت للسيد أردوغان في الجولة الثانية”، موضحاً أنه “وفي النظام الحالي من المهم أن يخضع البرلمان والرئيس لنفس إدارة التحالف”.
وكان أوغان قد التقى أردوغان، الأسبوع الماضي في إسطنبول.
وجاء ذلك بالتزامن مع لقاءات عقدها حليفه السابق زعيم “حزب النصر”، أوميت أوزداغ مع مرشح المعارضة، كمال كلشدار أوغلو.
ومن المقرر أن يلتقي أوزداغ بكلشدار أوغلو مرة ثانية، مساء اليوم الاثنين، بعدما أجرى اجتماعاً مع المسؤول البارز في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، نعمان قورتولموش.
ولا ينسحب موقف أوغان على بقية الأطراف ضمن “تحالف الأجداد”، والذي بات من الماضي وانتهى الدور الذي أوكل إليه، وهو ما أكده أوزداغ في حسابه الشخصي بموقع التواصل “تويتر”.
وقال أوزداغ بعد بيان أوغان: “بيان السيد سنان أوغان هو اختياره السياسي، ولا يمثل أو يُلزم حزب النصر”، مضيفاً: “سأدلي ببيان عن حزبي الثلاثاء في الساعة 11:00”.
ويعتبر “حزب النصر” العمود الفقري لـ”تحالف الأجداد”، وإلى جانبه “حزب العدالة”، الذي أعلن عن دعمه لكلشدار أوغلو في بيان مصور صباح الاثنين.
وكان أوغان قد حصل على نسبة 5 بالمئة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، لكن التضارب الحاصل في الآراء مع بقية الأطراف في “تحالف الأجداد” يشي بأن الرقم المذكور لن يذهب باتجاه أردوغان كاملاً.
ماذا تعني خطوة أوغان؟
وقالت الصحفية في موقع “خبر تورك”، ناغيهان ألتشي في تعليقها على بيان أوغان إن “أي شخص يتفاجئ بدعم أوغان الصريح لأردوغان يعني أنه لا يعرف النظام الحالي والدولة التركية على الإطلاق”.
وأوضحت عبر “تويتر”: “لا يمكن للأتاتوركيين والقوميين الأتراك أن يكونوا منشقين حتى لو أرادوا ذلك”، وأن “هذان التياران هما أيديولوجيتان شقيقتان مع الإسلاموية والمحافظة اليوم”.
بدوره قال الصحفي التركي، ليفنت كمال إن “مفهوم أوغان القائم على الأمن يتماشى مع مفهوم أردوغان”.
وأضاف عبر “تويتر”: “أوغان وفريقه الآن في وضع يتجاوز الدعم الانتخابي. الآن جزء من القوميين العلمانيين (باستثناء جناح أوزداغ) سوف يدعم أردوغان”.
بدوره نشر مرشح المعارضة الرئاسي، كمال كلشدار أوغلو تغريدة علق فيها بالقول: “من الواضح من يقف مع هذا البلد الجميل ومن يقف بجانب بيع هذا البلد الجميل! “.
وتابع: “نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين. إنه استفتاء. لا أحد يستطيع أن يخدع أحداً بعد الآن. أدعو مواطنينا البالغ عددهم 8 ملايين وجميع شبابنا الذين لم يأتوا إلى صناديق الاقتراع!”.
من انتخب أوغان في 14 أيار؟
ويقول الباحث المساعد في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، محمد السكري، إن “الأصوات التي حاز عليها أوغان تتوزع على ٤ شرائح وهي: فئة اليمين القومي المتشدد وهي كتلة صلبة تعتبر حامل الحزب الأساسي”.
بينما الفئة الثانية هي تلك التي يطلق عليها “Z kuşağı أي فئة الشباب والتي استطاع أوغان استقطابها لسببين، الأول لاعتباره أصغر المرشحين ولطالما عرّج على أهمية العمر والقرب من متوسط العمر لدى رئيس الدولة، والثاني انسحاب محرم إنجه الذي يملك قاعدة شبابية جيدة من الانتخابات”.
أمّا الفئة الثالثة فهي “معارضة المعارضة التي ترفض التصويت أو معترضة على ترشيح الطاولة السداسية لكمال كيلتيشيدار أوغلو، بذات السوية معارضة للتحالف الحكومي، أمّا الفئة الأخيرة فهي شريحة محرم إنجه من غير الشباب التي رفضت التصويت للمعارضة السداسية والتحالف الحكومي”.
وفيي مقالٍ نشره في موقع “السورية.نت” يقول السكري، إنه “ليس من الكافي الاعتماد على معطيات النتائج السابقة لتشكيل الصورة العامة عن الجولة الثانية، فلكل مرحلة ظروفها وسياقها ومتطلباتها وشروطها الموضوعية، فربما ارتفاع الاقبال على انتخابات الجولة الثانية وحده يشكل فارق أو ضبط الأصوات المبطلة التي تجاوزت المليون صوت في الجولة الأولى أو تغيير وجهات نظر الناخبين لدى التحالفات”.
ويشير إلى أن هذه العوالم “قد تكون وحدها كافية لحسم السباق الانتخابي دون النظر لكتلة أوغان، الذي فيما يبدو سيكون حريصاً على عدم خسارة الحوافز التي ستقدم له بالاتساق مع المحافظة على القواعد الشعبية، ولا يقلل ذلك من أهمية وتأثير القاعدة التي يمتلكها أوغان على انتخابات الإعادة بكونها ستشكل فارقاً مهماً وترفع من حظوظ المرشحين لكنها ليست العامل الوحيد والحاسم”.