أعلنت الجزائر عن استئناف رحلاتها الجوية نحو سورية، بعد توقف دام 12 عاماً، في خطوة جاءت ضمن مسار التقارب العربي الأخير مع نظام الأسد.
وقالت وزارة النقل الجزائرية في بيان لها، أمس الثلاثاء، إنها ستقوم بتسيير رحلات جوية من الجزائر إلى دمشق، اعتباراً من 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بمعدل رحلة واحدة كل أسبوع.
وأضافت أن عدد الرحلات سيرتفع إلى رحلتين أسبوعياً، ابتداء من 9 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وكانت الرحلات الجوية بين البلدين قد توقفت قبل 12 عاماً بعد القطيعة العربية مع نظام الأسد، على خلفية الانتهاكات التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
ورغم أن العلاقات بين الجزائر والنظام لم تتسم بالقطيعة الكاملة، لكن تخللها توقف الرحلات الجوية، بموجب القرار العربي حينها.
وتعتبر الجزائر من الدول العربية الداعمة لنظام الأسد، خلال السنوات الماضية، عبر تصريحات رسمية باعتبار ما يجري في سورية بـ”حرب أهلية”، وضرورة استعادة ما يسمى “سيادة الدولة” على المناطق.
كما نادت مراراً بضرورة إعادة النظام إلى الجامعة العربية، وبينما حاولت فرض ذلك في القمة العربية عام 2022، إلا أن مساعيها باءت بالفشل، بسبب رفض عدة دول، من بينها السعودية وقطر ومصر.
ورفضت الجزائر عام 2011 الالتزام بالقرار العربي القاضي بسحب جميع السفراء العرب من سورية، وقالت إنه “أمر سيادي لا يحق للدول التدخل فيه”.
وكان رئيس النظام، بشار الأسد، أصدر مرسوماً قبل أيام، يقضي بتعيين ماهر بدور سفيراً لنظامه لدى الجزائر، بدلاً من نمير وهيب الغانم.
وكذلك، عيّنت الجزائر سفيراً جديداً لها في دمشق، في يونيو/ حزيران الماضي، وهو كمال بوشامة، الذي كان سفيراً سابقاً لبلاده في دمشق في الفترة بين عامي 2000 و2004.
وسبق كل ذلك زيارة أجراها وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، إلى الجزائر في أبريل/ نيسان الماضي، على وقع “حراك التطبيع” الذي تشهده الساحة العربية.
وبحث المقداد خلال زيارته إمكانية افتتاح السفارة السورية في تونس، إلى جانب عودة النظام للجامعة العربية، إذ لم يكن القرار صادراً حينها.