بعد تدريبهم.. مشروع يدخل 100 مهني سوق العمل في إدلب وريف حلب
بعد رحلة عطالة طويلة، يبدأ بعد أيام الشاب حسام نعمان، عمله في ورشة صيانة الدراجات النارية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، بعد خضوعه لتدريبه وحصوله على معدات رئيسية للعمل.
حسام نعمان وهو من مهجري الغوطة الشرقية، واحد من المستفيدين من مشروع “دعم الحرفيين بالتدريبات الإدارية والأصول الإنتاجية”، الذي أطلقته مؤسسة “البوصلة للتنمية والإبداع”.
يوضح نعمان لـ”السورية.نت”، أنّ “المشروع أعاده للعمل بعد انقطاع طويل نتيجة ظروف الحرب التي مرّ بها خلال تهجيره، بتأمين معدّات رئيسية تتيح المباشرة بالعمل دون أية عوائق”.
“دراسة احتياجات السوق”
يقول مصطفى السيد وهو مدير مكتب شنال سورية في “البوصلة”، إنّ “سنوات الحرب الطويلة وموجات النزوح المتكررة ألقت بمنعكسات على كثير من المهن الحرفية، وحاجات السوق وأفقدت الكثير من المهنيين قدرتهم على العمل والعطاء، ومن هذا السبب الرئيسي أطلق مؤسسة البوصلة مشروعها “دعم الحرفيين بالتدريبات الإدارية والأصول الإنتاجية”.
ويضيف:”أولى خطوات المشروع كانت عبارة عن دراسة تفصيلية ومسح للسوق بالتنسيق مع المجالس المحلية والفعاليات المعنية في مناطق المشروع، وبناءً على هذه الدراسة توصل لمشروع لدعم حوالي 13 مهنة”.
وتتنوع المهن التي يشملها المشروع ما بين “الحدادة والحلاقة والخبازة والخياطة وتصفيف الشعر والمكياج وصناعة الحلويات وصيانة الحواسيب والهواتف الذكية وصيانة الطاقة الشمسية والنجارة وصيانة الدراجات النارية والسيارات وغيرها من المهن”.
“100 مستفيد”
تقدم آلاف المستفيدين للتسجيل على المشروع إلكترونياً، وبعد خضوع هذه الأعداد الكبيرة لمعايير القبول المقررة من الجهات المنفّذة والداعمة، وصل العدد إلى 300 مستفيد فقط في المرحلة الأولى.
يوضح حسن الأمين وهو مدير البرنامج في “البوصلة”، أنّ “الـ 300 مستفيد خضعوا لتدريب إعداد مشاريع أوليّة تلقوا خلالها آلية تصميم المشروع وإدارته، وقدّموا بعد هذا التدريب مشاريعهم المرتبطة بتخصصاتهم”.
في المرحلة التالية بحسب حديث الأمين لـ”السورية.نت”، فإنّ المشاريع الـ 300 المقترحة من المستفيدين خضعت للجنة مؤلفة من 6 أشخاص، وافقت على 100 مشروع فقط من الحاصلين على الدرجة الأعلى.
وتوزعت جغرافية المشروع على ست مناطق رئيسية في إدلب وريف حلب، وهي دارة عزة (11 مستفيداً)، عفرين (10 مستفيدين) واعزاز (20 مستفيداً) والباب (24 مستفيداً) وجرابلس (10 مستفيدين) ومدينة إدلب (25 مستفيداً).
ماذا قدم المشروع؟
أمّن المشروع مستلزمات حرفية رئيسية لكل مستفيد، حسب اختصاصه واحتياجه، إلى جانب إيجار محال تجاري لمدة 3 أشهر، وفقاً لـ الأمين.
ويوضح ذات المتحدث، أنّ اختيار المستفيدين من المشروع ركّز على المهجّرين بفعل الحملات العسكرية الأخيرة، والتي خسروا في إثرها معدّاتهم وتجهيزات أعمالهم وحرفهم، وأيضاً فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويلفت إلى أنّ “كثيراً من الحرفيين لم يتمكنوا خلال موجة النزوح الأخيرة من نقل معدّاتهم نتيجة وطأة القصف، واليوم عجزوا عن إعادة افتتاح مهنهم.. هؤلاء ركز المشروع عليهم”.
وشمل المشروع حوالي 79 مستفيداً نازحاً، و21 مقيماً، بينهم 14 معوّقاً من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تعزيز الاقتصاد
يسرد مصطفى السيد عدة أهداف حققها المشروع، الذي يطمح إلى تأمينها للمستفيدين.
يقول السيد لـ”السورية.نت” إنّ “المشروع الذي أرفد حوالي 100 مهني في السوق، من شأنه أن يعزز الاقتصاد المحلي وينشّط الأسواق عموماً، إضافة إلى تأمين مردود مالي لأكثر من 100 أسرة”.
ويركز السيد على “أهمية عمل المشروع في تحويل أيادٍ عاجزة (المستفيدين في وقت عجزوا فيه عن افتتاح مشاريعهم بسبب غياب الدعم) إلى أيادٍ ناشطة وفعّالة في المجتمع، تؤمن لقمة عيشها وتطلق مشاريعها الخاصة والمعطاءة”.