بعد تغيير اسم السفارة.. هل يتغير الوجود الدبلوماسي الأمريكي في سورية؟
أثار تغيير الولايات المتحدة لاسم سفارتها في سورية، عبر معرفاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، جدلاً وتكهنات حول إمكانية فتح مكتب قنصلي أمريكي في سورية بعد سنوات على إغلاق السفارة.
وكانت السفارة تعرف نفسها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم “السفارة الأمريكية في دمشق”، لكنها غيّرت الاسم قبل أسبوع، لتصبح “السفارة الأمريكية في سوريا”، في خطوة رأى البعض أنها تحمل دلالات.
وأبرز التكهنات حول هذه الخطوة، هو أن واشنطن تنوي فتح مكتب قنصلي لها خارج مناطق سيطرة النظام، وبالتحديد في شمال شرق سورية، حيث تتمتع بنفوذ سياسي وعسكري.
إلا أن صحيفة “اندبندنت عربية” نقلت أمس الأربعاء عن المكتب الإعلامي الإقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في دبي، أن تغيير اسم السفارة “لا يحمل أي دلالات”.
وأوضح المكتب أن هذه الخطوة تخضع لمعايير قياسية في اعتماد الاسم، وذلك حسب الصيغة الموحدة لأسماء السفارات في بلدان العالم.
وأضاف” “ليس هناك أي رسائل من وراء هذا التغيير”.
الحفاظ على التمثيل الدبلوماسي
وكانت الولايات المتحدة أغلقت سفارتها في دمشق عام 2012، احتجاجاً على استخدام نظام الأسد العنف ضد المعارضين لنظام حكمه.
إلا أن حسابات السفارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظلت نشطة، تحت اسم “السفارة الأمريكية في دمشق”، حيث كانت واشنطن تنشر خلالها بيانات ومواقف حول تطورات الأوضاع في سورية.
ونقلت صحيفة “اندبندنت عربية” عن الدبلوماسي السابق في وزارة خارجية النظام، عبد الحميد فجر سلوم، أن تغيير اسم السفارة “دليل ومقدمة لفتح تمثيل دبلوماسي أميركي خارج العاصمة دمشق، وربما في شرق الفرات أو شمال سوريا حيث سبق أن زار منذ فترة أعضاء من الكونغرس الأميركي هذه المنطقة”.
إلا أن مكتب الخارجية الأمريكية في دبي نفى ذلك.
وبعد إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق تركّز التمثيل الدبلوماسي لواشنطن في شمال شرق سورية، في المناطق التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، خاصة بعد عام 2014، في إطار محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
حيث زار مسؤولون دبلوماسيون المنطقة، ضمن وفد تابع للخارجية الأمريكية للاطلاع على الأوضاع في المنطقة.
لكن واشنطن قامت بتعيين أول المبعوثين لشرق سورية عام 2018، وهو السفير وليم روباك الذي مارس مهمته حتى عام 2020، ثم خلفه ديفيد براونشتاين الذي بقي حتى منتصف 2022، ثم جاء نيكولاس غرينجر الذي انتهت مهماته قبل أشهر.
ولا توجد مكاتب قنصلية يقيم فيها الدبلوماسيون الأمريكيون، إذ يتم العمل ضمن القواعد العسكرية التابعة لواشنطن في سورية.
وتؤكد واشنطن نيتها الحفاظ على هذا التمثيل الدبلوماسي في الشرق السوري، إذ لا يزال نواب ومسؤولون أمريكيون يجرون زيارات دورية لشمال شرق سورية.
وبهذا الصدد، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لـ”اندبندنت عربية” إن بلاده ملتزمة بالحفاظ على وجودها الدبلوماسي المحدود.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “هذا الوجود الدبلوماسي جزء من استراتيجية شاملة لهزيمة داعش والقاعدة من خلال قوات سوريا الديمقراطية والشركاء المحليين الآخرين”.