بعد حصولهم على الجنسية الألمانية..سوريون يروون تجاربهم
قال المكتب الفدرالي الألماني للإحصاء، إن العدد الإجمالي للأجانب الذين حصلوا على الجنسية الألمانية ارتفع بنسبة 20 بالمئة عام 2021، ليصل إلى ما يقرب من 131،600، بينهم 19100 سورياً، ليحتلوا المرتبة الأولى بين الأجانب الحاصلين على الجنسية.
ويتوقع مكتب الإحصاء الاتحادي، أن يستمر عدد السوريين الذين يحصلون على الجنسية بالارتفاع في عام2022، في استمرار لتصدرهم عدد الحاصلين على الجنسية.
◀️ حصل ٢٥٧ سورياً على الجنسية الألمانية في مقاطعة ساكسونيا خلال عام ٢٠٢١، ليحلوا للمرة الثانية في المرتبة الأولى بين الأجانب الأكثر تجنيساً، تلاهم ٤٥ شخصاً من رومانيا، و٣٧ فيتنامياً، و٣١ أوكرانياً، وفق موقع "dubisthalle" الألماني.
— Ayman Abdel Nour (@aabnour) June 4, 2022
ورغم المدة الزمنية والتجارب المختلفة في رحلة الحصول على الجنسية، إلا أن الفرحة واحدة.
أخير وتأجيل
ونقل موقع “مهاجر نيوز” تجارب العديد من السوريين الحاصلين للجنسية الألمانية، ومنهم السيدة مها.ع، التي نالت حق المواطنة الألمانية مؤخراً، وقالت إن توفر الشروط المذكورة لوحدها غير كاف، إذ أن الأمر أيضاً يعتمد على الحظ.
وتضيف في هذا المجال: “الموظف المسؤول عن الطلب، يلعب دوراً كبيراً في سير الملف والمدة التي يتطلبها حتى استلام الموافقة على الجنسية”.
وقالت السيدة، إنه بعد إتمامها لكافة شروط الحصول على الجنسية الألمانية، قد باشرت بتقديم طلبها في شهر فبراير/ شباط 2021 ، وكان موعدها الأول في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكنها واجهت الكثير من التأخير والتأجيل “بسبب قيود كورونا، وأوقات أخرى بسبب أعطال في النظام”.
وتابعت: “الموظف لم يكن لطيفاً أو متعاوناً، وكان يطالب بالمزيد من الوثائق والأوراق التي يجب أن تكون مترجمة وموثقة كل مرة..لا يهم، التوتر(الكاتب بالعدل) بات من الماضي، وأنا سعيدة الآن بحصولي على الموافقة”.
عوامل مساعدة
من جهة أخرى يختصر سامر تجربته في الحصول على الجنسية، التي حصل عليها العام الماضي، بعد أن أقام في ألمانيا نحو 7 سنوات، مشيراً إلى أن ذلك يعود لاندماجه في المجتمع الألماني بشكل جيد، وعمله منذ أن أتم اللغة الألمانية، و”أعتقد أن انخراطي في العمل الطوعي مع مؤسسات ألمانية قد ساعدني أيضاً”.
أما بالنسبة للسيدة السورية إكرام.س، فإنها تواجه موقفاً مقلقاً مع عائلتها بخصوص طلبهم للحصول على الجنسية، إذ أنها وزوجها قد تقدما بطلب في العام الماضي ومن المفترض أن تصلهما الموافقة في أي وقت، غير أنهما خلال فترة الانتظار قد أنجبا طفلاً.
وقالت ضاحكة: “لم يكن طفلنا مسجلاً بالطبع في طلب الجنسية، وفي الوقت الحالي علينا اتخاذ القرار إما بمتابعة الطلب (للزوجين فقط) والحصول على الجنسية بعد أشهر”.
واستدركت “ولكن حينها يجب عليهما الانتظار حتى يبلغ الطفل أعواماً ليحصل بدوره على الجنسية، أو تعديل الطلب ليشمل المولود الجديد، ما يعني إعادة الإجراءات من جديد ومواجهة المزيد من الانتظار والبيروقراطية”.
هجرة جديدة؟
يسعى الكثير من السوريين، من المتقدمين إلى الجنسية الألمانية، إلى الحصول عليها ليتمكنوا من زيارة أسرهم وأصدقائهم في سورية من جديد، دون وجود عوائق أو قلق من تأثير الزيارة على إقامتهم ومستقبلهم في ألمانيا. كحال سارة التي تنوي زيارة أختها.
من ناحية أخرى، هناك من ينتظر الحصول عليها لتسهيل أمور السفر ومشاكل الحصول على التأشيرة السياحية، التي غالباً ما يواجهها حامل جواز السفر السوري.
“الآن انتهى الكابوس.. بواسطة الجواز الألماني بإمكاني أخيراً زيارة أختي، التي تعيش في الولايات المتحدة”، بهذه الكلمات عبرت سارة عن فرحتها بالحصول على الجنسية، مشيرة إلى أن الحصول على التأشيرة للولايات المتحدة بجواز سفر سوري، يعتبر من “الأحلام شبه المستحيلة”.
إلى جانب ذلك، هناك من كان ينتظر الحصول على الجنسية الألمانية، استعداداً للخروج من ألمانيا، أو بالأحرى استعدادا لهجرة جديدة.
وشرح محمد.ي أسباب رغبته بمغادرة ألمانيا، متحدثاً عن اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد: “أحترم هذا البلد الذي استقبلني وعائلتي ووفر لي ما لم أكن لأحلم به في بلدي سورية للأسف، ولكن لا يمكنني أن أكون مطمئناً على مستقبل أطفالي في مجتمع لا يشبهنا، وكنت فقط بانتظار الحصول على الجنسية لأتخذ القرار بالاستقرار في بلد عربي أو مجتمع شرقي كمجتمعنا”.
وأضاف” “لا يمكن طرح فكرة العودة إلى سورية بكل تأكيد في الوقت الحالي على الأقل.. لذا قد أتوجه إلى مكان آخر”.
حياة سياسية
الحصول على الجنسية كان سابقاً دافعاً للعديد من السوريين للاقبال على العمل السياسي، بينهم الشاب طارق سعد، الذي قَدم قبل سنوات إلى ألمانيا لاجئاً، لكن استطاع أن يخطو خطوة في العمل السياسي، وأن يترشح عن حزبه لخوض الانتخابات البرلمانية، لولاية شليسفغ هولشتاين.
ويشير تقرير نشره موقع “DW” الألماني، في 8 مايو/ أيار 2022، إلى أن “سعد”، ورغم حصوله على الجنسية الألمانية، وانخراطه في العمل السياسي، ودخوله في أروقة صناعة القرار بألمانيا التي تحتضن نحو 800 آلف لاجئ سوري، إلا أنه “لم ينس بلاده يوماً”.
ويقول في هذا السياق: “من الصعب جداً أن أفكر في العودة إلى سورية طالما استمر حكم الديكتاتور، ولا توجد أدنى فرصة لإقامة نظام ديمقراطي، لكن إن حدث تغيير لبناء نظام سياسي جديد، فمن الأكيد أني سأكون واحد ممن لديهم خبرة سياسية، قد تكون مفيدة للغاية في هذا السياق، وهنا قد أعود وأساعد في البناء”.
شروط الجنسية
تشير تجارب الحصول على الجنسية الألمانية، إلى أنه يتعين أن يعيش الشخص في ألمانيا ثماني سنوات على الأقل، ليكون مؤهلاً للحصول على الجنسية، إضافة لشروط تتعلق بتعلم اللغة واثبات معايير الاندماج في المجتمع وسوق العمل.
لكن غالبية السوريين الذين حصلوا على الجنسية الألمانية حتى الآن، نجحوا بذلك حتى قبل أن يتموا مدة الثمان سنوات.
ويبلغ عدد السوريين في ألمانيا 876585 شخصاً، بحسب إحصائية نشرها مكتب الإحصاء الفيدرالي للسكان، في أبريل/نيسان الماضي.
وأشار المكتب حينها إلى أن العدد المذكور ازداد نحو 50 ألفاً بين عامي 2020 و2021.
ووفقاً لبيانات سابقة للمكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين، فإن ألمانيا استقبلت خلال العام 2021 نحو 190800 طلب لجوء، أكثر من 70 ألفاً منهم سوريون.