بعد سراقب..أنقرة تقول إنها سترد “فوراً” على أي هجوم في إدلب
قالت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ، اليوم الجمعة، إن نقاط المراقبة التركية في سورية ستواصل مهامها، وذلك بالتزامن مع حديث صحيفة “يني شفق”، عن أن الجيش التركي انسحب من النقاط الأربع التي أقامها مؤخرا، بمحيط مدينة سراقب شرق إدلب، والواقعة على الطريق الدولي دمشق- حلب (M5)، والتي سيطرت عليها قوات الأسد الخميس، وسط تأكيد أنقرة أنها لن تترك نقاط المراقبة الـ 12 التي أقامتها في شمال غرب سورية، بشكل متلاحق، منذ تأسيس أول نقطة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بموجب اتفاق بين الدول الضامنة (تركيا، إيران، روسيا) لمسار “أستانة”.
وقالت وزارة الدفاع التركية، إنها ” سترد فوراً على أي اعتداء” من نظام الأسد، على الجنود الأتراك، مضيفة أن “القوات المسلحة التركية في إدلب مستعدة لأداء كافة المهام التي سُتكلف بها، وفعل كل ما يلزم في حال تلقيها الأوامر”.
والاثنين الماضي، قُتل 7 جنود أتراك ومدني، جراء قصف مدفعي لقوات الأسد، استهدفهم قرب مدينة سراقب شرقي إدلب.
ومنذ تقدم قوات الأسد نحو مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، الواقعة على الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، واستكمال زحفه نحو مدينة سراقب، بدأت التحركات التركية بمحيط سراقب، لمنع التقدم وفق ما أكدته صحيفة “ديلي صباح” التركية، حيث قامت تركيا بتأسيس نقطة المراقبة الأولى في مركز الحبوب جنوب مدينة سراقب، وتبعها إنشاء نقطة مراقبة شمال المدينة سراقب، وأخرى في الجهة الجنوبية من جهة منطقة تل مرديخ، وأخرى من جهة بلدة آفس.
ودفع تقدم قوات الأسد نحو مدينة سراقب الاستراتيجية، وإعلانه السيطرة على المدينة، أمس الخميس، القوات التركية إلى إخلاء أربع نقاط مراقبة تركية تم إنشاؤها مؤخراً، في محيط سراقب، التي أصبحت نقطة محورية في المعارك الدائرة هناك، وفق ما نقلت صحيفة “يني شفق“.
من جانبه أكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، أن بلاده لن تسحب قواتها من إدلب، ولن تترك نقاط المراقبة فيها، وذلك في كلمة له خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة التوتر والاشتباكات المتزايدة في إدلب الجمعة.
وقال سينيرلي أوغلو: “أي استهداف لأمن تركيا وجنودها لن يمر دون عقاب”.
ودفع الجيش التركي، الخميس، بتعزيزات عسكرية إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب، ووفقاً لـ”الأناضول”، فإن قافلة تعزيزات مكونة من نحو 150 عربة عسكرية تضم قوات الكوماندوز، وأسلحة وعتاد، وصلت قضاء “ريحانلي”، التابع لولاية “هاتاي”، جنوبي تركيا.
إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، إن وفداً روسياً سيصل إلى تركيا يوم السبت، لإجراء محادثات تهدف لوقف “عدوان” قوات الأسد، والحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في محافظة إدلب، وفق ما نقلت “رويترز”.
تعرف إلى النقاط التركية
يمتلك الجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، والذي أبرمته أنقرة وموسكو وطهران، في “أستانة”، في أيلول/سبتمبر2017 حيث بدأت تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، بإقامة نقاط المراقبة في سورية على الشكل التالي.
النقطة الأولى في قرية صلوة شمال إدلب، حيث جرى تأسيسها بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، والنقطة الثانية: قلعة سمعان بريف حلب الغربي، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والنقطة الثالثة: الشيخ عقيل غرب، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والنقطة الرابعة: تلة العيس جنوب حلب، 5 فبراير/شباط 2018.
أما النقطة الخامسة فجرى إقامتها من قبل القوات التركية في تل الطوقان شرق إدلب، في 9 فبراير/ شباط 2018، وكذلك النقطة السادسة: الصرمان جنوب إدلب في 15 فبراير/شباط 2018.
كما جرى إنشاء النقطة التركية السابعة في جبل عندان شمال حلب بتاريخ 17 مارس/آذار 2018، والنقطة الثامنة في قرية الزيتونة بجبل التركمان شمال اللاذقية، في 4 أبريل 2018، والنقطة التاسعة في مورك شمال حماة في 7 أبريل 2018، والنقطة العاشرة في منطقة الراشدين الجنوبية غرب حلب في 9 مايو 2018، والنقطة الحادية عشر: شير مغار في الجزء الغربي الشمالي من حماة في 14 مايو 2018.
النقطة الثانية عشر والأخيرة في قرية اشتبرق والتي تطل على سهل الغاب وجسر الشغور غرب إدلب بشكل كامل، في 16 مايو/أيار 2018.
أهم النقاط
نقطة شير مغار: حيث كانت الأولى التي ثبتتها القوات التركية على الخاصرة الغربية لمحافظة إدلب ومحيطها، وذلك لموقعها الاستراتيجي، إذ تكشف المناطق المحيطة بها، وتقع في منطقة مرتفعة تمكن القوات الموجودة فيها من رصد أي تحرك في الجهة المقابلة التي تُطل عليها.
تلة العيس: تقع على تلة قنسرين (تلة العيس) وهي من أعلى المرتفعات في ريف حلب الجنوبي، وتشرف على الطريق الدولي حلب دمشق (M5)، وتبعد عن جبل عزان (نحو 27 كم) الذي تقيم فيه إيران قاعدة عسكرية ضخمة لجميع ميليشياتها في الريف الجنوبي منذ عام 2015، بإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.