بعد سنوات القطيعة.. تركيا تقرر تعيين سفير لها في مصر
قررت تركيا تعيين سفير جديد في القاهرة لشغل المنصب الدبلوماسي، الذي بقي شاغراً منذ ما يقرب 9 سنوات، بحسب ما ذكره موقع “ميدل إيست آي“، اليوم الأربعاء.
ونقل الموقع البريطاني، عن مسؤولَين تركيين قولهما، إن السفير الجديد سيكون صالح موتلو شان، ممثل تركيا السابق لدى منظمة التعاون الإسلامي في الفترة ما بين 2015-2020″.
وذكر المسؤولان، أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أبلغ شان بالفعل بهذا الدور، وتسعى أنقرة الآن للحصول على تأكيد من الحكومة المصرية.
ومع الإطاحة بالرئيس المصري السابق، محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، وردود فعل الحكومة التركية الرافضة للانقلاب، بدأت العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تراجعاً سريعاً.
وأعلنت مصر في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، أن السفير التركي لدى القاهرة “شخصياً غير مرغوب فيه”، وخفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعقب ذلك، اتهمت الحكومة المصرية تركيا بالتدخل في شؤونها الداخلية، وبنت اتهاماتها على أساس المواقف التركية من الانقلاب على الرئيس المنتخب حينها محمد مرسي، وانتقال عدد من المسؤولين المصريين السابقين في فترة مرسي للإقامة في تركيا، وعلى وجه الخصوص الشخصيات المرتبطة بجماعة “الإخوان المسلمين”.
وتقف أنقرة والقاهرة، منذ 8 سنوات، على طرفي نقيض، وتشوب العلاقة بينهما عدة ملفات عالقة، بينها قضية ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، بالإضافة إلى اصطفاف كل طرف في السابق ضمن تحالفات مضادة.
كسر الجليد
منذ مطلع العام الماضي طرأ تحول جزئي في العلاقة بين الطرفين، وجاء ذلك في الوقت الذي اتجهت فيه دول الإقليم إلى تخفيف التوترات، بعد التغير الذي حصل في الإدارة الأمريكية، بوصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وأقدمت تركيا على سلسلة من الخطوات للتقارب مع مصر، من بينها زيادة قيمة الصادرات، لتبلغ عام 2021 نحو 4.5 مليارات دولار، بزيادة 44.2 بالمئة مقارنة بـ2020.
في حين بلغت قيمة وارداتها من مصر 2.2 مليار دولار بزيادة 28.4 بالمئة، بحسب “هيئة الإحصاء التركية”.
وفي الأيام الأولى من شهر مايو 2021 كان وفد تركي برئاسة مساعد وزير الخارجية، سادات أونال، قد زار العاصمة المصرية القاهرة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، وتلخصت مهامه بإحداث خرق أول على صعيد الدفع باتجاه “المصالحة”.