بعد مقترح روسيا.. كيف تنظر إيران لـ”التطبيع” بين تركيا والأسد؟
بحث وزيرا خارجية تركيا وإيران حقان فيدان وحسين أمير عبد اللهيان في طهران آخر تطورات العلاقة بين أنقرة والنظام السوري، والنقطة التي وصلت لها والمتعلقة بموضوع “الانسحاب”.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، إن الوزيرين ناقشا العملية السياسية في سورية و”مكافحة الإرهاب”، والجزء المتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية.
وعلى رأس القضايا “تهيئة الظروف لحل الخلافات بين سورية وتركيا، واستئناف العلاقات الرسمية بينهما”.
وأضاف كنعاني في رده على سؤال صحفي يتعلق بنتائج المفاوضات مع تركيا لقبول انسحاب قواتها من الأراضي السورية: “هذا الأمر يتعلق بتركيا وسورية”.
وتابع: “إيران طرف ثالث وصديق لكلا البلدين، ويحاول المساعدة في مفاوضات تطبيع العلاقات”.
“نحن نفهم أن البلدين لديهما خلافات في القضايا الأمنية للمناطق الحدودية، والتي كانت محور المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف”.
ويتعين على طهران، وفق حديث الناطق باسم الخارجية “حل هذه الخلافات بطريقة ما”.
كما أن “الاجتماعات الرباعية في شكل عملية أستانة تشكل أيضاً مكاناً جيداً لمتابعة هذه القضية”، حسب كنعاني.
“بين موسكو وطهران”
وكان وزير خارجية تركيا حقان فيدان قد وصل الأحد إلى طهران في خطوة جاءت بعد يومين من زيارة أجراها إلى موسكو، حيث التقى نظيره سيرغي لافروف ووزير الدفاع، سيرغي شويغو.
وتصدّرت عملية “بناء الحوار” بين أنقرة ونظام الأسد جدول أعمال هاتين الزيارتين، بحسب وسائل إعلام إيرانية وروسية.
وفي أعقاب لقاء فيدان مع لافروف، قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده اقترحت على النظام السوري وتركيا عقد اتفاق، يسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي السورية بشكل “شرعي”.
وأضاف: “خلال اتصالات غير رسمية، اقترحنا العودة إلى فلسفة عام 1998، عندما تم التوقيع على اتفاق أضنة“.
مردفاً: “هذا الاتفاق افترض وجود تهديد إرهابي، ومن أجل وقف هذا التهديد الإرهابي، سيكون لتركيا الحق بالوجود” في سورية، عبر إرسال أجهزة مكافحة الإرهاب التابعة لها إلى عمق معين من الأراضي السورية.
واعتبر الوزير الروسي أن جميع وثائق ومخرجات محادثات “أستانة” تحث على “احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها”، لافتاً إلى أن “الدول الضامنة” بما فيها تركيا توقع دائماً على هذه الوثائق.
وتأتي زيارة فيدان إلى طهران وقبلها إلى موسكو في وقت تشهد فيه المحادثات بين تركيا والأسد “تعقيدات”، بسبب مسألة الانسحاب التركي من سورية.
فمن جهة يؤكد النظام أن أي ليونة سيقدمها للجانب التركي من أجل عودة العلاقات، ترتبط بشكل رئيسي بالانسحاب الفوري والعاجل للقوات التركية من الأراضي السورية.
ومن جهة أخرى، تعتبر تركيا أن هذا الشرط “لا معنى له”، مؤكدة عدم وجود نية لديها للانسحاب في المستقبل القريب، إلا في حال اختفاء “التهديد الإرهابي” من حدودها مع سورية.