قصفت طائرات نظام الأسد الحربية، عدة مناطق في ريف إدلب، بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية عن بدء عمل نظام لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب، بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع تركيا اعتباراً من الساعة 14:00 من يوم أمس الخميس.
وقال “مركز إدلب الإعلامي”، اليوم الجمعة، إن طيران النظام الحربي استهدف بالصواريخ محيط مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، كما طال قصف مدفعي لقوات الأسد بلدات تلمنس و معرشمارين جنوب إدلب.
وأضاف المركز أن قصف مدفعي لقوات الأسد استهدف أيضاً الطريق الواصل بين بابيلا ومعرة النعمان جنوب إدلب.
بدوره قال “المركز الإعلامي العام MMC”، إن الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام استهدفت محيط بلدة معرشورين بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ومساء أمس الخميس، قال مدير مركز “حميميم” التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف، في بيان له: “بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الجانب التركي، دخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 14:00 من 9 يناير 2020 نظام لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب لخفض التصعيد”.
وأضاف بورينكوف: “يدعو مركز المصالحة الروسية قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى التخلي عن الاستفزازات، بالسلاح وسلك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم”.
ويأتي الإعلان عن نظام وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، بعد أن أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في بيان مشترك، الأربعاء الماضي، ضرورة تطبيق الاتفاقات بين الطرفين حول سورية.
بدوره حذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، في بيان له تعليقاً على الهدنة من طرف واحد، من عودة العمليات العسكرية، وتحويل المنطقة إلى منطقة منكوبة بالكامل بسبب ازدياد أعداد النازحين.
وأكد البيان على أن قوات الأسد وروسيا ادعتا، وقف أحادي لإطلاق النار في شمال غربي سورية، اعتباراً من 9 كانون الثاني /يناير الجاري، بعد استمرار العمليات العسكرية منذ 1 تشرين الثاني /نوفمبر 2019، وحتى الآن وخرقها للاتفاق الأول بوقف إطلاق النار الموقع بتاريخ 31 من أغسطس/آب 2019.
ولفت البيان إلى أنه “بسبب عدم وجود ضمانات دولية للوقف المشروط لإطلاق النار من قبل النظام وروسيا، على مناطق شمال غربي سورية، وخاصة بعد خرق الاتفاق الأول في 31 آب الماضي، فإننا نحذر من عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم في الوضع الحالي، بسبب عدم وجود ضمانات حقيقية لسلامتهم، وانتشار الأبنية المتصدعة والآيلة للسقوط في قرى ريف إدلب”.
نزوح 20 ألف مدني خلال يومين
واضطر 20 ألف مدني للنزوح من محافظة إدلب، باتجاه الحدود التركية، في اليومين الأخيرين، هرباً من هجمات النظام وروسيا.
وفي حديثه لوكالة الأناضول، أشار محمد حلاج، مدير “منسقو الاستجابة”، إنّ اليومين الأخيرين شهدا نزوح 20 ألف مدني من مناطق سكنهم، جراء الهجمات، مضيفاً أنّ إجمالي عدد النازحين من إدلب منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وصل 379 ألفاً و523.
وأعرب حلاج عن قلقه من نزوح 250 ألفاً آخرين من منطقة “جبل الزاوية” جنوبي إدلب، مع تصاعد الهجمات من جديد، مأكداً حاجة الآلاف من النازحين للمأوى والمساعدات.
ووسعت قوات الأسد من سيطرتها على الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي من محافظة إدلب، خلال حملة التصعيد الأخيرة، حيث أعلنت قوات الأسد عن سيطرتها على ما يزيد عن 320 كيلومتراً مربعاً، ودخول أكثر من 40 بلدة وقرية في المنطقة.
وكانت قوات الأسد وروسيا صعّدتا من قصفها على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، منذ أسابيع، ما أدى إلى مقتل 287مدنياً، بينهم 90 طفلاً وطفلة، بحسب بيان صادر عن “منسقو استجابة سوريا”، الثلاثاء الماضي.