بعد الهزة الارتدادية التي ضربت جنوبي تركيا وشمال غربي سورية، مساء أمس الخميس، وأدت إلى خروج الناس للشوارع، تحدث خبراء وباحثون عن آثار تلك الهزات والمدة الزمنية التي قد تستغرقها لتنتهي.
وكانت هزة ارتدادية ضربت المنطقة مساء أمس، بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر، وشعر بها معظم سكان تلك المناطق، حيث هرع كثيرون إلى الشوارع مستذكرين اللحظات الأولى للزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير/ شباط الجاري.
📸 سكان مدينة جبلة السورية ينزلون إلى الشوارع بعد هزة أرضية ارتدادية بلغت قوتها 5.1 درجات.#سوريا #جبلة #هزة_أرضية #زلزال pic.twitter.com/qEp2eovafd
— Hespress هسبريس (@hespress) February 16, 2023
من شهر إلى عامين
بحسب “المركز الوطني للزلزال”، التابع لحكومة النظام، وقعت هزة أرضية قوية عند الساعة 21:47 دقيقة مساء أمس، شعر بها سكان اللاذقية وطرطوس وحلب وحمص وحماة ودمشق.
وأضاف أن قوتها كانت أكبر في شمال غربي إدلب، حيث يبعد مركزها عن المدينة 61 كيلومتراً بعمق 18.8 كيلومتر.
ونقلت “إذاعة شام اف ام” المحلية عن الرئيس السابق لقسم علم الزلازل في المعهد العالي للبحوث، نضال جوني، قوله إن الهزات الحالية بشدة 5.6 أو 6 درجات هي هزات ارتدادية، وقد تستمر لمدة شهر.
وأضاف: “نتجه نحو الهدوء والاستقرار، ويجب عدم تضخيم المسألة، وهي هزات ارتدادية وسيكون عددها بالمئات”.
من جانبها، نقلت صحيفة “خبر تورك” التركية، عن مرصد “كانديلي” أن الهزات الارتدادية ليس لها مدة محددة، مشيراً إلى أنها قد تستمر شهراً واحداً أو عامين.
وأوضح أن سبب تلك الهزات هو استمرار حركة الصفائح الأرضية والطبقات الجوفية التي انكسرت جراء الزلزال الكبير، بحيث تسمح لها تلك الهزات بالاستقرار بشكل جيد.
وأشار إلى أن “حركة الاستقرار لا تحدث دفعة واحدة وقد تتحرك الصفائح عدة مرات محدثةً هزات ارتدادية”.
وقال مدير مرصد “كانديلي” خلوق أوزنر لصحيفة “حرييت” التركية، إن عدد الهزات الارتدادية قد يتجاوز 9 آلاف هزة، مشيراً إلى أنها قد تستمر لأسابيع أو شهور أو حتى عام واحد.
وبحسب بيانات صادرة عن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، أول أمس الأربعاء، فقد شهدت المنطقة 3858 هزة ارتدادية منذ وقوع الزلزال وحتى تاريخ صدور البيانات.
“لا شيء يمكن فعله”
يقول أورهان تاتار، مدير الحد من المخاطر في “آفاد”، لصحيفة “حرييت”، إن البيانات تشير إلى إمكانية استمرار الهزات الارتدادية فترة طويلة.
وأضاف أن أبرز ما يجب القيام به هو الابتعاد عن المباني المتضررة بفعل الزلزال الكبير، وعدم دخولها إلا بعد استلام تقرير يفيد بأنها “صالحة للسكن” بناء على تقييم الجهات المختصة.
وكذلك قال مدير مرصد “كانديلي” للصحيفة “يمكننا أن نوصي مواطنينا بانتظار هذه الهزات الارتدادية بهدوء قدر الإمكان، وعدم دخول المباني المتضررة والانتظار في مناطق آمنة”.
مردفاً: “لسوء الحظ، لا يوجد شيء يمكنهم القيام به بخلاف ذلك”.
ويتوقع العلماء عادة أن تبلغ الهزات الارتدادية درجة واحدة أقل من الزلزال الأول، أي إذا كان الزلزال 7 درجات فإن الهزة الارتدادية التي تليه قد تبلغ 6 درجات.
وتكمن خطورة تلك الهزات في أنها قد تسبب انهيار المباني التي تصدّعت بفعل الزلزال الأول، بحسب روجر موسون، الباحث الفخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.
وأضاف في حديثه لقناة “DW” الألمانية أنه في الغالب تتسبب الهزة الارتدادية بضرر غير متناسب مع قوتها، لكن الأمر يعود إلى أن المباني باتت متضررة جراء الزلزال الأول.
يُشار إلى أن عدد ضحايا الزلزال في تركيا ارتفع إلى 38 ألفاً و44 قتيل، فيما وصل عددهم في شمال غربي سورية إلى قرابة 2300.