أعلن الجيش الأردني عن اشتباكات مسلحة جديدة خاضها ضد “مجموعات كبيرة من المهربين” حاولت إدخال شحنات أسلحة ومخدرات من الداخل السوري.
ويأتي هذا التطور بعد يوم فقط من ضربات جوية نسبت للأردن ولم تعلّق عليها عمّان، واستهدفت مواقع في ريف محافظة السويداء، ما أسفر عن قتيل مدني.
ونقلت وكالة “عمون” عن مصدر عسكري، اليوم السبت، قوله إن المواجهات تجري منذ الساعة الثانية فجراً، وتدور بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة كبيرة من المهربين.
وتتركز ضمن منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية، وأسفرت لغاية الآن “عن إصابة وضبط عدد من المهربين وإحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة”.
وأضاف المصدر العسكري أنه “يجري الآن طرد المجموعات المسلحة إلى الداخل السوري”.
وشهدت الأيام الماضية ارتفاعاً في عدد هذه العمليات، وتحولها من محاولات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة، وفق ما أشار إليه المصدر العسكري.
وأكد أن “الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة”، وأن “القوات المسلحة تتابع تحركات هذه المجموعات وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني، وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت”.
وبعدما نفذ الأردن ضربات جوية على جنوب سورية، ليلة الجمعة، قالت مصادر استخباراتية وإقليمية لوكالة “رويترز” إنها “استهدفت مستودعات ومخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران”.
لكن شبكات محلية بينها “السويداء 24” أوضحت أن القصف أسفر فقط عن مقتل مدني، يدعى حمود العاقل، وهو ما أثار استياء المجتمع في المحافظة بالعموم.
وكثف الجيش الأردني حملته ضد تجار المخدرات بعد اشتباكات مطولة الشهر الماضي مع عشرات المتسللين من سورية المرتبطين بميليشيات موالية لإيران.
وكشفت عملية التسلل الأخيرة عن محاولات تهريب أسلحة وصواريخ موجهة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المخدرات وحبوب الكبتاغون.
وكان الأردن ألمح إلى دور تنخرط به إيران ويقف وراء تصاعد عمليات تهريب المخدرات والأسلحة من جنوب سورية باتجاه أراضيه.
وقال وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين الشهر الماضي إن المواجهات المتصاعدة سببها “الفوضى الموجودة وانفلات السلطة”.
و”يؤدي انفلات السلطة إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات التي تقود حرباً إقليمية وتصدر المخدرات للأردن وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية”، وفق مبيضين.
وأضاف في تصريح نقلته وسائل إعلام أردنية أن “الأردن هو الهدف وما وراء الأردن هو الهدف من القائمين على عملية تهريب المخدرات”.
واعتبر أن ما يحصل “إشكالية كبرى ليست أردنية فقط بقدر ما هي مشكلة إقليمية”.
كما أن تصاعد المواجهات يعتبر “جزءاً من الصراع الذي تقوده هذه المليشيات المدعومة من قوى إقليمية وهي تستهدف للأسف أمن واستقرار الأردن”، حسب مبيضين.