كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن “وثيقة استخباراتية” جديدة، تتعلق بقصفها للمفاعل النووي في محافظة دير الزور السورية، والذي يعود لعام 2007.
وبمناسبة مرور 15 عاماً على استهدافه، أصدرت الوزارة بياناً قالت فيه إنه في عام 2007 دمرت المقاتلات الإسرائيلية مفاعل دير الزور النووي، بعد حصول إسرائيل على وثيقة عام 2002 تكشف عن وجود مشروع “استراتيجي” لسورية في المجال النووي.
وجاء في بيان الدفاع الإسرائيلية، “في الذكرى الـ15 لاستهداف المفاعل، يكشف النقاب لأول مرة، عن وثيقة استخباراتية تعود إلى عام 2002، تضمنت تقديراً استخباراتياً بأن سورية تحاول دفع مشروع استراتيجي، لم يتم التعرف على مزاياه بعد، لكنه يثير شكوكاً حول اهتمام في مجال إنتاج تهديد نووي، من الجبهة الشمالية”.
وأضافت أن “المعلومات لا تشير إلى وجود خطة نووية فعالة، وإنما تشهد على اهتمام عملي في مجالات قد تؤدي إلى تطوير خطة كهذه”.
ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً ومقاطع مصورة من استهداف مفاعل دير الزور النووي عام 2007، مشيراً إلى أنه حصل معلومات ووثيقة استخباراتية قبل 5 أعوام من الاستهداف.
#فيديو هكذا دمرت إسرائيل من خلال سلاح الجو الإسرائيلي في تاريخ 06 سبتمبر 2007 المفاعل النووي السوري في دير الزور وأنقذت المنطقة من تهديد خطير pic.twitter.com/wJOJyXfWGg
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 6, 2022
عملية “خارج الصندوق” واعتراف متأخر
في 6 سبتمبر/ أيلول عام 2007، استهدفت ضربات جوية منشأة الكبر العسكرية في دير الزور، شرقي سورية، ودمرت ما يُعتقد أنه “مفاعل نووي” قيد الإنشاء.
ووسط غياب التصريحات الرسمية، قالت الولايات المتحدة حينها إن المنطقة المستهدفة تضم مفاعلاً نووياً سرياً، إلا أن النظام السوري نفى ذلك مدّعياً أن المنشأة المستهدفة هي قاعدة عسكرية “مهجورة”.
وبعد أكثر من 10 سنوات من الصمت، أعلنت إسرائيل عام 2018 مسؤوليتها عن تلك العملية، مشيرة للمرة الأولى أنها استهدفت “مفاعلاً نووياً” كان قيد الإنشاء بالتعاون سراً بين النظام السوري وكوريا الشمالية.
ونشرت إسرائيل صوراً ومقاطع مصورة للعملية، حينها، ووزعتها على وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنه “ليل الخامس إلى السادس من أيلول/ سبتمبر عام 2007، نجح الطيران الحربي الإسرائيلي في تدمير مفاعل نووي سوري في مراحل التطوير”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أن “المفاعل كان قريباً من اكتماله. ونجحت العملية في إزالة تهديد وجودي ناشئ لإسرائيل والمنطقة بأكملها من القدرات النووية السورية”.
وأطلقت إسرائيل على العملية تلك “عملية البستان”، فيما وصفتها تقارير إسرائيلية بأنها “عملية خارج الصندوق”.
وبحسب الوثائق التي سربتها إسرائيل عام 2018، فإنه في ليلة 6 سبتمبر/ أيلول 2007، أغارت 4 طائرات من طراز “اف 16” و4 طائرات من طراز “اف 15” على الموقع، قبل أن تعود بعد أربع ساعات في تمام الساعة 02,30 من فجر اليوم التالي إلى قواعدها سالمة.
وتزامن الكشف عن العملية مع ضربات مستمرة حتى اليوم، توجهها إسرائيل لإيران على الأراضي السورية، بسبب ما تعتبره إسرائيل ترسيخاً للنفوذ العسكري الإيراني في سورية.