منذ تاريخ عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” ضد إسرائيل في غلاف غزة وحتى الآن لم تخرج رواية نظام الأسد عن نطاقها العتاد، إذ قامت على “إدانة ووقوف وتأكيد”، بعيداً عن أي مسار جديد يتوازى مع الحدث الكبير الحاصل.
لكن سلسلة محطات حصلت خلال الأيام السبعة الماضية جعلت اسم سورية يتردد ضمن السيل الكبير من الأخبار العاجلة، والمتعلقة بالتصعيد الذي بدأته إسرائيل رداً على خطوة “حماس”.
وبعد ساعات من الإعلان عن الهجوم الكبير والمفاجئ نشرت “رئاسة الجمهورية العربية السورية” صورة لخارطة فلسطين ومن خلفها المسجد الأقصى، مع هاشتاغ للتضامن مع “طوفان الأقصى”.
وأصدرت في اليوم التالي وزارة خارجية النظام بياناً جاء فيه أن “فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة سجلت سطراً جديداً على طريق إنجاز الحقوق الفلسطينية الثابتة وغير القابلة للتصرف”.
واعتبر البيان أن “عملية طوفان الأقصى جاءت بعد يوم واحد من ذكرى الانتصار العربي الكبير في السادس من تشرين الأول عام 1973″، داعياً “الدول العربية لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني، وكل المناضلين من أجل الحرية والاستقلال في العالم”.
“اتصال وتحذير”
وبينما كانت الأحداث تتوالى مع بدء إسرائيل حملة قصف عنيفة على قطاع غزة، رداً على الهجوم الذي خلّف آلاف القتلى والمصابين تلقى رأس النظام السوري، بشار الأسد اتصالاً هاتفياً من نظيره رئيس الإمارات، محمد بن زايد.
وقالت وكالة “سانا” إنهما “بحثا التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأوضاع في المنطقة”، في وقت أشار تقرير لموقع “أكسيوس” إلى سياق مغاير فيما يتعلق بالتواصل الذي حصل بين مسؤولي النظام ونظرائهم الإماراتيين.
وذكر “أكسيوس“، يوم الاثنين، أن العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، تشعر بقلق بالغ من أن الحرب قد تمتد إلى لبنان أو سورية، وتتصاعد إلى “صراع إقليمي”.
وأوضح أن الإماراتيين، الذين أعادوا العام الماضي علاقتهم مع دمشق ودعوا الأسد لزيارة أبوظبي، “يتمتعون بنفوذ على الحكومة السورية أكبر من معظم الدول العربية في المنطقة”.
وتتمتع الإمارات أيضاً، بحسب الموقع، بعلاقة وثيقة مع إسرائيل بعد أن وقعت الدولتان معاهدة سلام في عام 2020 كجزء من “اتفاقيات أبراهام”، التي توسط فيها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وأضاف “أكسيوس” أن المسؤولين الإماراتيين وجهوا رسائلهم إلى مسؤولين سوريين رفيعي المستوى وأطلعوا إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على اتصالاتهم مع السوريين، بحسب المصدرين.
“قذائف وصواريخ”
وحتى الآن لا يعرف ماذا ستكون عليه الأيام المقبلة، على صعيد الحرب التي بدأتها إسرائيل ضد غزة. ومع ذلك تذهب معطيات ومؤشرات إلى نية الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح بري للأجزاء الشمالية من القطاع.
كما لا يعرف بالتحديد الوضع الذي ستكون عليه الساحة اللبنانية والسورية، وسط تحذيرات من تحول الحرب إلى “صراع إقليمي أوسع”.
وكانت الحدود اللبنانية مع إسرائيل قد شهدت خلال الأيام الماضية تبادلاً بالقصف بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، لكنه حتى الآن لم يتطور إلى مرحلة المواجهة المباشرة.
في غضون ذلك كانت قذائف “مجهولة المصدر” قد حركت الأجواء بين الجانب السوري والإسرائيلي، بعدما أطلقت من الجنوب السوري، ورد عليها الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء بصواريخ وقذائف استهدفت مصدر الإطلاق.
وعاد الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، ليقصف مطاري دمشق وحلب الدوليين، في تطور ورغم أنه ليس بجديد، إلا أنه جاء في “توقيت حساس”.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سورية، طالت مواقع لقوات الأسد وأهداف إيرانية وأخرى لـ”حزب الله” اللبناني بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذها ضربات في سورية، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سورية.
“زيارة إيرانية”
وكان لافتاً أن القصف الإسرائيلي على المطارين الدوليين جاء قبل زيارة مقررة لوزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة السورية دمشق.
ووصل عبد اللهيان إلى دمشق يوم الجمعة، قادماً من العراق، ومن ثم اتجه إلى لبنان، في إطار جولة إقليمية لبحث مستجدات الأوضاع في فلسطين.
ونقل الإعلام الرسمي، أن الأسد أشار إلى دعمه ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، دون الحديث عن المطارين اللذين خرجا عن الخدمة، إثر القصف الإسرائيلي.
وقالت وكالة “سانا” إن “الأسد أكدّ الوقوف مع الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي لنيل حقوقه المسلوبة منذ أكثر من سبعة عقود”، “مشدداً على خطورة ودموية ما يقوم به الجيش الإسرائيلي”.
ونقلت عن عبد اللهيان حديثه عن “أهمية تكثيف الجهود الدولية لوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني”.