بمؤتمر إقليمي..شركات محلية تروّج للاستثمار في إدلب
روّجت شركات محلية للاستثمار في مناطق شمالي غربي سورية، لأول مرة في “قمة الأعمال العربية التركية” الثانية، التي انعقدت في مدينة غازي عنتاب التركية.
وكانت “قمة الأعمال”، انطلقت الأسبوع الماضي، بتنظيم من “جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين” (موصياد)، برعاية وزارة التجارة التركية، ومنتدى الأعمال الدولي (IBF)، بمشاركة حوالي ألف و300 رجل أعمال تركي وعربي، بحسب وسائل إعلام تركية.
وتعتبر مشاركة شركات محلية من إدلب والشمال السوري عموماً، الأولى من نوعها في نسخة القمة لهذا العام، بالتوازي مع دعوات محلية وحكومية للاستثمار في منطقة شمالي غربي سورية، استثماراً لفترة الهدوء النسبي التي تسودها منذ حوالي السنتين.
“الترويج للاستثمار”
يتحدّث يامن الشامي، وهو مدير شركة (وايت رووم)، لـ”السورية.نت”، عن تجربة مشاركته في القمّة، كأول شركة هندسية خاصة مقرّها مدينة إدلب، والانطباعات الأولية حول طرح مسألة الاستثمار في إدلب ومحيطها.
يوضح الشامي، عن بداية المشاركة في القمة، أنه “كان هناك توجّه لدعوة لبعض الشركات المميزة في الشمال السوري، للمشاركة في المؤتمر الإقليمي، ومن ضمنها شركة وايت رووم، بهدف تمثيل بلدانهم ومناطقهم بطريقة صحيحة”.
ورغم صعوبة الأمر، يوضح الشامي لـ”السورية.نت”، أنّ “مشاركتنا في القمّة كانت بالمشاريع الإعمارية التي نفذتها الشركة في مدينة إدلب، إلى جانب الترويج لبعض المشاريع الاستثمارية اللازمة والضرورية للشمال السوري”.
“تصحيح الصورة”
يشير الشامي إلى أن “مشاركة الشركة في المجتمع ركّزت أيضاً على تصحيح صورة الشمال السوري، وإمكانية تحويله لمنطقة استثمار”.
وقال:”كان هناك حالة استغراب من مشاركة شركات من المنطقة في المعرض، بناءً على الصورة السوداوية المأخوذة عن المنطقة”.
وأشار إلى أن “هذه المعطيات، شجّعت وفود ومسؤولين أتراك وعرب لزيارة جناحنا في المعرض، الذي كان مميزاً بشهادة الثناءات والشكر الواصل من القائمين على المؤتمر والمشاركين والمسؤولين الأتراك”.
ولفت إلى أنّ “كلمات المسؤولين الأتراك خلال القمّة، ألمحت إلى ضرورة دعم الاستثمار والتعافي في المنطقة، لتكون بيئة مناسبة لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين إليها”.
“مشاريع عمرانية وسكنية”
يوضح الشامي أنّ “المشاريع التي سوّقت لها شركة “وايت رووم”، تركزت على الجانبين السكني والعمراني، انطلاقاً من خصوصية الشركة “الهندسيّة”.
لكن على الرغم من توجّه الشركة الهندسي، لفت إلى “مساعي الشركة والوفود المشاركة إلى الترويج للاستثمار بمعامل استراتيجية للمنطقة وهامّة مثل معامل السكّر، والأدوية الطبية والزراعية”.
ويتطلع الشامي وشركته الخاصة إلى “الاستفادة من انطباعات الوفود والمستثمرين الإيجابية، للتواصل معهم مستقبلاً بغية طرح دراسات المشاريع والخطط وتحويلها من الفكرة إلى المشروع على أرض الواقع”.
“فرصة حقيقية للترويج”
يعتبر مناف قومان، وهو باحث مساعد في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أحد برامج “المنتدى السوري”، أنّ “الحضور من طرف محافظة إدلب، كان فاعلاً بشكل لافت، خلال قمة الأعمال، إلى جانب كونه ركّز على المشاريع التي تشتغل عليها المؤسسات والصناعيون والشركات في إدلب، وهي فرصة مميزة لطرح التساؤلات والاستفسارات حول أهلية المنطقة لتكون بيئة مناسبة للاستثمار”.
وأشار قومان، المختص بدراسات وبحوث الاقتصاد، وأحد المشاركين في القمة أيضاً، إلى أنّ الأخيرة “فرصة لتعرّف المستثمرين والصناعيين والشركات في إدلب، على التحديات والعقبات وظروف الاستثمار ورؤوس الأموال والشروط المناسبة للاستثمار، والغياب عن هذا النوع من المؤتمرات هو تضييع فرصة حقيقية للترويج للاستثمار، بصرف النظر إن كانت المشاركة قد ساهمت بجذب استثمارات أم لا”.
معوقات الاستثمار
يلفت ذات المتحدث، إلى أنّ “إحدى أبرز معوّقات الاستثمار التي تعترض المستثمرين والصناعيين سواء في إدلب أو ريف حلب، هي العامل الأمني، وبتصوري بدأنا نلمس مؤشرات أمان نسبي في المنطقة، وهو ما يمكن أن يجذب استثمارات عالية المخاطر ـ أي المستثمرين الذين يفضلون الاستثمار في الأماكن الخطرة”.
ويؤكد قومان على “أهمية توفر أوراق رسمية ثبوتية للمستثمرين في منطقة شمالي غربي سورية، تحظى بشرعية قانونية سواء في الداخل أو الخارج، تحمي أملاك واسم صاحب الاستثمار”.
ومن جملة المعوّقات التي يتحدّث عنها قومان، “غياب البيئة المالية في ظل غياب المصارف والمؤسسات المالية، ما يحدّ من حركة رأس المال، وكذلك غياب (الجسم الحوكمي) الذي يفصل بين المستثمرين المتنازعين في المنطقة، أو حضوره بصورة ضعيفة”، مشيراً إلى “أهمية الأمان المالي والاقتصادي من ناحية قيمة العملة وتضخّم الأسعار وتوفّر الكفاءات العاملة”.