بماذا تختلف العملية العسكرية (المخلب السيف) عن الضربات السابقة
آلمت قسد عسكرياً واقتصادياً
فجر الأحد الماضي تلقت “قوات سوريا الديمقراطية”، أولى ضربات العملية العسكرية التركية الجديدة(المخلب السيف)، التي زادت القوات التركية حدتها ووسعت نوعية أهدافها.
وطال قصف الطيران التركي، منذ الأربعاء، منشآت حيوية ومناطق “استراتيجية” في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، ولم تكن مناطق تتواجد قربها القوات الأمريكية مستثناة من القذائف التركية.
لم تتوقف تركيا عند هذا الحد، بل تتالت تصريحات مسؤوليها حول إطلاق عملية عسكرية برية، آخرها تهديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأن القصف “ما هو إلا بداية، سننقض على الإرهابيين براً أيضا في الوقت الذي نراه مناسباً”.
بماذا تختلف هذه العملية عن سابقاتها
يُعتبر جمعُ طيران الاستطلاع التركي للصور والمعلومات من مناطق سيطرة “قسد”، واستهداف هذه المناطق بصواريخ الطائرات المسيرة والمدفعية أمر روتيني تقريباً.
وكانت هذه الضربات تجري ضمن سياق عام، أما الآن وفق سياق محدد، وهو تحييد أي شيء يمكن أن يشكل خطراً في المستقبل، على مبدأ “ضرب الخطر وليس ضرب كافة مناطق النفوذ”، حسبما قال لـ”السورية.نت”، الباحث في مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية” نوار شعبان.
وحقق القصف الجوي “هدفاً إستراتيجياً”، حسب تعبير شعبان، وهو “إعادة رسم الخارطة الجوية”.
Biz;
Gün gelir asil milletimiz için kalkan,
Gün gelir düşmana karşı kılıç oluruz!
Ülkemiz ve milletimiz için her zaman kahramanca ve fedakârca görevinin başında olan Türk Silahlı Kuvvetlerimiz, teröristlerin inlerini ateş destek vasıtalarıyla yerle bir etmeye devam ediyor! pic.twitter.com/hfr1nvWrnW
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) November 23, 2022
وتنسيق تركيا مع القوات الأمريكية والروسية المنتشرة في سورية لمنع أي تصادم، ليس الأمر الوحيد الذي أحدثت فيه عملية (المخلب السيف) فارقاً.
فالطيران التركي استهدف الأربعاء، منشآت طاقة وحقول نفط وغاز في مناطق خاضعة لإدارة “قسد” و”التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، ومنها محطة تل عودة النفطية شرق القحطانية، ومعمل الغاز في قرية جل آغا بريف المالكية.
إضافة إلى حقل علي آغا النفطي في ريف اليعربية، وخزان تجميع نفط قرب معمل الغاز في السويدية شمال شرقي سورية، ومحطة دجلة النفطية في مدينة الجوادية (جل آغا).
كما استهدف الطيران التركي نقاطاً على طول الشريط الحدودي.
وهو ما يشكل نقاط اختلاف أخرى للقصف الحالي، وهو اتساع دائرة المواقع المستهدفة من جهة ونوعية هذه الاهداف، بحسب الباحث المساعد في “مركز عمران للدراسات الإستراتيجية”، أسامة شيخ علي.
وأضاف في حديثه لـ”السورية نت”، أن هدف هذه الغارات المكثفة، الإضرار بإحدى أهم مصادر تمويل “الإدارة الذاتية”، إلى جانب استهداف خطوط الإمداد والتموين المحتملة لـ”قسد”، وفي حال صدر قرار بعملية برية ترغب القيادة التركية أن تكون مركزة وسريعة.
عملية برية مؤجلة
لم تستبعد التصريحات الرسمية التركية مشاركة القوات البرية في عملية (المخلب السيف)، وهو ما فتح المجال للعديد من التحليلات والتوقعات حول إمكانية شن هجوم بري.
وقال أردوغان، الأربعاء، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية”، “سننقض على الإرهابيين براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسباً، وسنجتث الإرهابيين من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب”.
الباحث أسامة شيخ علي يرى أنه “ليس من مصلحة أنقرة أن تدخل في معركة برية واسعة وطويلة الأمد”، في الوقت الذي تستعد فيه القيادة التركية لخوض انتخابات صعبة ومصيرية قبل الانتخابات منتصف العام المقبل.
وستكون الغارت الجوية والقصف المدفعي، بحسب شيخ علي، “عنوان المرحلة الحالية ريثما تنضج التفاهمات مع واشنطن وموسكو من جهة وتختبر أنقرة إمكانات قسد العسكرية وقدرتها على الصمود من جهة أخرى”.
ومن ناحية أخرى أبدى قائد “قسد” مظلوم عبدي، خشيته من شن تركيا هجوماً برياً على مدينة عين العرب (كوباني) المتاخمة للحدود التركية شمال شرقي حلب.
وقال عبدي في حديثه لموقع “المونيتور” الأمريكي، إن تركيا ستستهدف خلال عملياتها البرية مدينة عين العرب، من أجل ربطها بمدينة اعزاز ومدن أخرى واقعة ضمن مناطق العمليات التركية السابقة.
مطالبة عبدي الولايات المتحدة وروسيا “بذل المزيد” لمنع التصعيد التركي وتوقعه الهجوم البري، يؤشر إلى أن “قسد” تتوقع الهجوم البري، ويبقى أن تتخذ قرارها إما بالمقاومة أو الانسحاب.
وقد تفضل “قسد” الانسحاب على المقاومة والصمود فترة طويلة في منطقة مثل تل رفعت والقرى المحيطة بها، وبالمقابل “قد نشهد معارك عنيفة وطويلة نسبياً” في عين العرب.
ولعين العرب/كوباني أهمية كبيرة لدى “قسد” بعد المعارك التي شهدتها المدينة لإخراجها من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي “تراهن قسد أنها ستشعل الرأي العام الغربي وتدفع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على إيقاف العملية التركية واستمرار دعم مشروعها”، حسب أسامة شيخ علي.
معارضة للقصف..تركيا تدافع عن أمنها القومي
وقال المحلل السياسي حسن النيفي لـ”السورية نت”، إن القصف التركي “جعل الدول صاحبة العلاقة في حرج حقيقي، فهي لا تستطيع أن تمنع تركيا من العملية الجوية بعد تفجير إسطنبول، ولا تستطيع أن تبيح لها العملية البرية”.
وتركيا هي من “يتمتع بالورقة الأقوى”، وترى أن لديها كل الحق في الهجوم الجوي، وطالما هناك منع من الدول لعملية برية مقبلة ستكثف من ضرباتها، ما يحرج موقف الولايات المتحدة، حسب النيفي.
وبدأت العملية العسكرية التركية الجديدة فجر الأحد الماضي، واستهدفت 471 موقعاً بحسب الدفاع التركية، منها أهداف استراتيجية واقتصادية، ومواقع تقصفها تركيا للمرة الأولى.
وتعتبر تركيا عملية “المخلب السيف” في إطار حماية أمنها قومي، بعد مقتل 6 أشخاص وإصابة 53 آخرين، في تفجير شارع الاستقلال السياحي وسط إسطنبول.