قالت منظمات حقوقية وإنسانية سورية إن على المجتمع الدولي الأخذ بعين الاعتبار تاريخ النظام السوري الطويل في تسييس المساعدات، وعدم إعادة العلاقات معه تحت ذرائع إيصال المساعدات للمتضررين من الزلزال.
وفي بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، قالت المنظمات إن المساعدات تدفقت لمناطق سيطرة النظام مما يزيد عن 25 دولة، في حين تأخر الأسد بالسماح بعبور المساعدات للمناطق الخارجة عن سيطرته مدة 8 أيام بعد وقوع الزلزال، بهدف “الاستثمار السياسي في كارثة إنسانية”.
وبحسب البيان، الذي نشرته “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فإن “نهب النظام السوري للمساعدات الأممية والدولية مثبت في كمٍّ كبير من التقارير الحقوقية الدولية والمحلية.. ووصلت أخبار عن اعتقالات طالت الكوادر الإنسانية التطوعية، وعمليات بيع للمساعدات من قبل مقربين من الأجهزة الأمنية”.
أربع نقاط “للتذكير”
وأوضح البيان أربع نقاط يجب على المجتمع الدولي ألا ينساها خلال التعامل مع النظام، الأولى أن النظام مسؤول عن مقتل أكثر من 200 ألف مدني سوري، بينهم قرابة 23 طفلاً و12 ألف امرأة.
والثانية أن النظام لا يزال مستمراً في ارتكاب الانتهاكات بحق السوريين، وأبرزها عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، والثالثة أن النظام لا يقدم أرقاماً دقيقة حول الضحايا والمتضررين جراء الزلزال.
والرابعة أن روسيا- حليفة النظام- استخدمت الفيتو 4 مرات في مجلس الأمن ضد دخول المساعدات الإنسانية للمناطق الخارجية عن سيطرة النظام شمال شرق وشمال غرب سورية.
وجاء فيه أن “إعادة العلاقات مع النظام السوري أو أية محاولة لتأهيله، تعتبر دعماً لنظام متورط بجرائم ضدَّ الإنسانية، وهذا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي”.
كما أن النظام يقوم باستثمار الاتصالات المتعلقة بتسيير المساعدات لإعادة العلاقات السياسية معه، وجاء الزلزال ليقدم له فرصة ابتزاز جديدة، حسب البيان.
تطبيع أم رسائل روتينية؟
وكانت دول عربية سارعت للاتصال مع الأسد وأبدت تضامنها مع ضحايا الزلزال الذي ضرب سورية قبل أسبوعين، وأرسلت مساعدات عدة لمناطق سيطرة النظام، ومن بينها السعودية ومصر وتونس والإمارات وغيرها، ما اعتبره مراقبون أنه “فرصة” يحاول النظام استغلالها للتطبيع مع محيطه العربي والإقليمي.
وقال الباحث في معهد “نيولاينز”، نيك هيراس، لـ “فرانس 24″، إن عملية التطبيع مع النظام تسير “ببطئ” في الوقت الحالي، لكنها “تتقدم” حسب قوله.
ومع ذلك، أضاف هيراس أن الأزمة الإنسانية الحاصلة “لن تبرأ نظامه أمام الدول الغربية”.
إلا أن الباحث في مركز “سنتشري انترناشونال”، آرون لوند، اعتبر أن التواصل مع الأسد هو “رسائل روتينية سيقدمها هؤلاء القادة لأي رئيس دولة بعد حصول كارثة طبيعية كبرى”.
وأضاف لـ “فرانس 24″، “علينا أن ننتظر ونرى.. هل سيكون هناك المزيد من هذه الاتصالات وهل ستستمر إلى ما بعد الأزمة الحالية؟”.