أصدر مكتب الرئيس اللبناني السابق، ميشال عون، بياناً حول الزيارة التي أجراها لسورية، قبل أيام، وتفاصيل لقائه رئيس النظام، بشار الأسد.
وهاجم البيان الصادر، أمس الأربعاء، التقارير التي أرجعت هدف الزيارة إلى رغبة مؤسس “التيار الوطني الحر”، ميشال عون، بطلب دعم الأسد في الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
إذ ذكرت تقارير لبنانية، أن زيارة عون لسورية، جاءت في إطار طلب الدعم من الأسد.
وقالت إن عون يريد من النظام التدخل بالانتخابات الرئاسية اللبنانية، لحل الخلافات بين الحليفين المتخاصمين “التيار” و”حزب الله”، حول أسماء المرشحين للرئاسة.
ويدعم “حزب الله” ترشيح سليمان فرنجية، رئيس تيار “المردة”، والمقرب من عائلة الأسد تاريخياً.
فيما يرفض “التيار الوطني الحر” ذلك، ويدعم ترشيح وزير المالية السابق جهاد أزعور.
“لم نطلب دعم الأسد”
وجاء في البيان الصادر عن مكتب ميشال عون، أن الأخير لم يطرح الوساطة على الأسد، ولم يطلب دعمه.
وزعم أن “الحملة المغرضة التي طالتنا في بعض مقالات اليوم عن أن أحد أهداف الزيارة هو تعويم التيار الوطني الحر، وتحصين الوزير جبران باسيل، ما هي إلا إمعان في التضليل والإسفاف”.
وقال البيان إن الزيارة لا تحمل سوى بُعد “استراتيجي”، في ضوء التطورات الحاصلة على الساحة العربية.
وكان الرئيس اللبناني السابق، ميشال عون، زار دمشق، الثلاثاء الماضي، والتقى رئيس النظام بشار الأسد.
وجاء في البيان الرسمي الصادر عن الجانبين، أنهما بحثا العلاقات الثنائية و”التحديات” التي يواجهها البلدان.
وقال أحد ممثلي “التيار الوطني الحر” لموقع “ذا ناشيونال”، أمس، إن الزيارة “تتعلق بالمصالح المشتركة بين سورية ولبنان وعودة اللاجئين لبلدهم”.
مضيفاً أنها “لم تكن مرتبطة بالشؤون الداخلية”.
فيما نقل الموقع عن مصدر مقرب من عون قوله: “لقد أراد (عون) زيارة الأسد لسنوات، لكنه لم يستطع عندما كان رئيساً بسبب القيود الدولية والآثار السياسية”.
وكانت صحيفة “النهار العربي” اللبنانية، فسّرت زيارة عون لسورية على أنها “سيناريو لإقحام النظام السوري” في لبنان مجدداً.
وأضافت في تقرير لها، أن الزيارة “تمثل استدراج النظام السوري أو سعيه بنفسه لاستعادة دور غابر في الأزمة الرئاسية بلبنان”.
وكذلك اعتبرت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية، أن الزيارة هي محاولة من عون “لاستدراج تدخل الأسد رئاسياً”.
ميشال عون في سورية “دون صفة”
لم يحمل ميشال عون في زيارته لسورية أي صفة دستورية أو رسمية.
إذ إن ولايته لرئاسة لبنان انتهت مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، حيث دخلت البلاد بفراغ رئاسي مستمر حتى اليوم.
ويحمل عون حالياً صفة مؤسس “التيار الوطني الحر”، إذ بقي زعيماً للتيار منذ تأسيسه، قبل أن يصبح جبران باسيل رئيساً له.
وكانت آخر زيارة أجراها عون إلى سورية عام 2009، بصفته زعيم “التيار الوطني الحر”.
وخلال فترة رئاسته للبنان، لم يجرِ ميشال عون أي زيارة مُعلنة إلى سورية، رغم أن العلاقة بين “التيار الوطني” والنظام لم تنقطع منذ عام 2011.
إلا أنه أجرى مكالمات هاتفية عدة مع الأسد خلال فترة رئاسته، أبرزها كان بشأن ترسيم الحدود البحرية عام 2021.
وطُرح موضوع زيارة عون لسورية مرات عدة، إلا أنها لم تتم بسبب حسابات تتعلق بالعقوبات الدولية المفروضة على النظام.
و”التيار الوطني الحر” مع “حزب الله” و”حركة أمل” هم أبرز أحزاب “قوى 8 آذار” اللبنانية، المتناقضة والمحتلفة بالمواقف والرؤي حول لبنان مع “قوى 14 آذار” التي يتزعمها “تيار المستقبل”(سعد الحريري)، و”القوات اللبنانية”(سمير جعجع)، و”الحزب التقدمي الاشتراكي”(وليد جنبلاط)، و”الكتائب”(آل جميل).