قال المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون إنه يرى “بصيص أمل خافت” من محادثات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
جاء ذلك في كلمة له في إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع السياسي في سورية، أمس الجمعة.
وأضاف بيدرسون أنه “مقابل الحقائق الصعبة، وانعدام الثقة العميق بين الأطراف السورية، فإن بصيص أمل خافت، ولكنه حقيقي أشرق من جنيف، عندما تمكنا في الأسبوع الأخير من آب (أغسطس) من عقد جلسة ثالثة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية، بعد توقف دام تسعة أشهر”.
وأشار إلى أن الرؤساء المشاركين للجنة الدستورية أبلغوه بأنهم شعروا بأن هناك أرضية مشتركة تظهر بشأن بعض الموضوعات.
وكانت هناك اقتراحات عملية من الأعضاء حول كيفية تحديد مثل هذه الأرضية المشتركة، وكيف يمكن للمناقشة المضي قدماً، وأشار بيدرسون “مسرور جداً بهذا”.
وكانت اللجنة الدستورية قد أنهت ثالث اجتماعاتها في جنيف، آب الماضي، بحضور وفدي نظام الأسد والمعارضة السورية، إلى جانب الوفد الخاص بقائمة المجتمع المدني.
وتولي الأمم المتحدة وأمريكا اهتماماً كبيراً باللجنة الدستورية، باعتبارها الطريق الوحيد للحل السياسي، بحسب تصريحات المبعوث الأمريكي لسورية، جيمس جيفري، مؤخراً.
ومع ما سبق، أعلن بيدرسون أن هناك اختلافات حقيقية في الجوهر بين أطراف اللجنة، حتى على المستوى العام تماماً للمناقشات.
وقال إن “الرئيسين المتشاركين لم يتمكنا من الاتفاق أثناء وجودهما في جنيف على جدول أعمال للدورة المقبلة”.
وأضاف المسؤول الأممي: “نحتاج إلى الانتهاء من جدول الأعمال دون مزيد من التأخير، إذا أردنا أن نجتمع في أوائل أكتوبر كما كنا نأمل”.
وذكّر بيدرسون المشاركين في إحاطة مجلس الأمن بأن الوفود ترشحهم حكومة نظام الأسد و”هيئة المفاوضات السورية” المعارضة، بالإضافة إلى وفد المجتمع المدني الثالث الأوسط، وأن تفويض اللجنة هو إعداد وصياغة إصلاح دستوري.
وقال أيضاً إن اللجنة قد تراجع وتعدّل دستور 2012 أو تعمل على صياغة دستور جديد.
وفي وقت سابق، قال المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون إنه لا يتوقع “معجزات” في اجتماعات اللجنة الدستورية.
ويعطي حديث بيدرسون مؤشراً على إمكانية عدم التوصل لأي اتفاق بين نظام الأسد والمعارضة السورية، حول شكل الدولة في سورية، والدستور الذي من المفترض أن يكون حجر الأساس في الانتخابات الرئاسية التي يحضّر لها.
وأضاف بيدرسون في تصريحات نقلتها وكالات عالمية: “لا يتوقع أحد أن يسفر هذا الاجتماع هنا الأسبوع المقبل عن معجزة أو انفراجة (…) الأمر يتعلق ببدء عملية طويلة ومضنية”.
وكانت اجتماعات اللجنة الدستورية السورية انطلقت في جنيف، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أنها فشلت في استكمال الجولة الثانية من المحادثات، عقب انسحاب وفد النظام من اللجنة المصغرة، بسبب خلاف على جدول الأعمال، وتمسك الوفد بما أسماه ورقة “الثوابت الوطنية”.