بيدرسون: لا تقدم في العملية السياسية.. واتفاق إدلب “على مايرام”
أعلن المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، عن تعثر استئناف العملية السياسية السورية، المتمثلة باللجنة الدستورية، معرباً في الوقت ذاته عن رضاه عن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.
وقال بيدرسون في إحاطة لمجلس الأمن عبر الفيديو، أمس الاثنين، إن العملية السياسية السورية لم تحقق تحسينات ملموسة في حياة السوريين، وهناك إحساس لدى السوريين ببروز المنافسة الدولية حول الملف السوري أكثر من التعاون لحله، بحسب بيدرسون، مشيراً إلى أن الحل السياسي في سورية “صعب، لكن ليس مستحيلاً”.
وكانت اجتماعات اللجنة الدستورية السورية انطلقت في جنيف، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أنها فشلت في استكمال الجولة الثانية من المحادثات، عقب انسحاب وفد النظام من اللجنة المصغرة، بسبب خلاف على جدول الأعمال، وتمسك الوفد بما أسماه ورقة “الثوابت الوطنية”.
وتوقّع بيدرسون في وقت سابق انعقاد اجتماع جديد للجنة الدستورية السورية بين فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين، إلا أنه فشل في إحياء مسار العملية السياسية، عقب لقاءات عقدها في دمشق مع مسؤولين في حكومة الأسد، ومسؤولين في المعارضة السورية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وذلك بعد عشرين شهراً من التعثر في تشكيلها، إذ كان موضوعها قد طُرِحَ في “مؤتمر الحوار السوري”، الذي عُقد بمدينة سوتشي الروسية، في يناير/ كانون الثاني عام 2018.
إدلب.. هدوء رغم الخروقات
على صعيد آخر، أعرب المبعوث الأممي، جير بيدرسون، في الإحاطة التي اطلعت عليها “السورية نت”، عن ارتياحه للهدوء الذي تشهده مناطق شمال غربي سورية، عقب اتفاق وقف إطلاق النار، المبرم بين تركيا وروسيا في موسكو مطلع مارس/ آذار الماضي.
وقال بيدرسون إن الهدوء تخلله حوادث عنيفة ومحاولات لإشعال الجبهات، من قبل غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” التي وصفها بالمتطرفة، إلى جانب قصف مدفعي تعرضت له إدلب، داعياً اللاعبين الدوليين إلى العمل من أجل ضمان استمرار الهدوء في جميع أنحاء سورية.
وحذر المبعوث الأممي من تأثير انهيار الليرة السورية على حياة السوريين، والتي تجاوزت حاجز 1800 أمام الدولار، بقوله: “استمر انخفاض قيمة الليرة السورية في الأسابيع الأخيرة، مما انعكس على القوة الشرائية للسوريين العاديين”، مضيفاً “بدأت الزيادات الكبيرة في الأسعار والنقص في السلع الأساسية على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الأمن الغذائي للسوريين”.
وتطرق بيدرسون أيضاً إلى ملف المعتقلين، بقوله “هناك قلق عميق على مصير المعتقلين والمختطفين والمفقودين”، داعياً نظام الأسد وجميع الأطراف السورية إلى تكثيف جهودها في هذا الملف.
وختم بيدرسون إحاطته بدعوة وجهها إلى روسيا والولايات المتحدة، من أجل تفعيل الحوار بينهما، والدفع بالملف السوري نحو تسوية سياسية “تلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين”.